مقالات

رئيس وزراء السودان : كن كجلمودِ صخرٍ حَطّهُ السيلُ من علِ

دكتور : جاد الله فضل المولى

 

في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، ومع تعقّد المشهد السياسي وتردّي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، يبرز الدور القيادي لرئيس الوزراء بوصفه المسؤول الأول عن إعادة تشكيل الدولة، وقيادة الوطن نحو بر الأمان. إنها ليست مهمة سهلة، بل امتحان صعب يتطلب صفات استثنائية وشجاعة نادرة.

فكن كالأسد في عرينه، مهابةً وصلابة، فالزمن لا يرحم المترددين. إن القرارات القوية والواضحة،وإن بدت قاسية في لحظتها، هي ما تكسب احترام الشعب وتحفظ تماسك الدولة. فالشعب لا يحتاج خطابات مطوّلة، بل أفعالاً ملموسة تبدأ بتحسين المعاش وتوفير الأمن والخدمات.

إن تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة هو الخطوة الأولى نحو التعافي. لا مجال للمحاصصة أو المجاملة السياسية في دولة تنزف. فالوطن المريض يحتاج إلى أطباء دولة، لا تجّار شعارات. ومن الشجاعة ألا تلتفت للضجيج، بل تُنصت لهموم المواطنين وتداوي جراحهم بخطى واثقة.

ليس من العيب أن يسترشد القائد بالأجهزة الأمنية، بل من الحكمة أن يُحسن التواصل معها ويعتمد على كفاءاتها. فإن كانت لنا وصية فعليك بالمدير العام للمخابرات العامة، بما يمتلك من رؤية ومعلومات دقيقة، يمكن أن يكون مفتاحاً لبناء منظومة أمنية متماسكة تمهّد الطريق للتنمية والنهضة

السودان، في حالته الراهنة، لا يحتمل التأجيل أوالمجاملة فالأزمات مثل النار تحت الرماد، إن لم تُطفأ سريعاً، تأتي على ما تبقّى من مؤسسات الدولة. لا بد من الحلول الجذرية والقرارات الحاسمة، قبل أن يستفحل المرض ويصبح العلاج مستحيلاً.

الشعب السوداني لا ينسى من خذله، وهو يرفض القيادة الضعيفة التي تتراجع عند أول اختبار. لقد علّمت التجارب السابقة أن الارتباك يفتت الوحدة، بينما الحزم يعيد بناء الثقة. كن كالجلمود لا تزعزعه العواصف، بل يكون هو السدّ الذي تتكسر عليه الأمواج.

أنت اليوم رئيس وزراء السودان فهو ليس مجرد منصب،بل مسؤولية تاريخية فإما أن تكون طبيباً حقيقياً تضع يدك على الجرح وتداويه، أو تكون أحد أولئك الذين شاهدوا المريض يتألم ولم يُحسنوا التصرف فهولك. القرار لك… والتاريخ لا يرحم المترددين.حفظ الله السودان وشعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى