مقالات

عبد الله محمد علي بلال يكتب : القضارف.. سكر سنار والأمان

 

بعد عامين نعود إلى كردفان الغره،، عبر كسلا أرض القاش و المحنة،، كسلا كادقلي الدلنج وا ام روابه مدن تجبرك أن تكون شاعر أو فنان تسحرك بجمالها وطيبة إنسانها.

 

دخلت بمدينة القضارف مطمورة السودان وقصدت أن أزور سوق المحاصيل اول زيارة لي لهذا السوق العالمي والداخل عليه كالداخل إلى مطعم مكتوب عليه الاكل مجانًا وانت ( جيعان لاتملك جنيه لوجبه ) فحينها تشعر بالشبع بمجرد ما احسست بالاطمئنان بذهاب جوعك.

 

دخلت هذا السوق فوجدت جبالا وتلال من جوالات الذرة بأنواعها،، حرصت أن اقتحم مكتب مدير الأسواق لنعرف الكثير،، وجدت رجلا باسماََ تبدو عليه علامات الوقار وأثر السجود،، الخبير الاقتصادي والإداري مصطفى رجل يجعلك تفتخر أن بلادنا مليئة بالكوادر المنسية في الولايات ولو كنت مسؤولا في الدولة اتخذت قرارا عاجلاً بتعيينه وزيرا للتجارة أو مديراً عاماً لشركات إنتاج المحاصيل الزراعية في السودان،، يتحدث بلغة الثقة والاطمئنان أن القضارف وحدها تكفي السودان من الذرة وبقية المحاصيل يوجد في سوق المحاصيل بالقضارق لايقل عن خمسة مليون جوال إضافة إلى مايوجد بالمخازن وأسواق المحليات.

 

سوق القضارف يستحق ويجب أن يعزز ببورصة إلكترونية عاجلاً وعلى وزارتي المالية والتجارة وبنك السودان العمل على ذلك حتى يرتبط بالأسواق العالمية وتزداد فائدة المنتجين علماً أن دراسة تطوير السوق إلكترونياََ تم إعدادها منذ سنوات.

القضارف مدينة الكرم والجود والضيافة والصحافة منها أسرة كابو التي أنجبت عمر وعباس وظل العمده عباس كابو موجوداً بالمدينة يستقبل الأصدقاء والزملاء بقسمه وطلاقه وحرامه بالذهاب إلى البيت ومازال السودان بخير تسوده قيم الكرم والفراسة،،،

ارخي الليل سدوله وانا بين مدني وسنار ذهبت إلى مصنع سكر سنار وجدت شباباً ينتشرون في الارتكازات لاينامون يحاربون الباعوض وحشرات الليل.

والمهندسين الذين كانوا يمثلون عيون المليشيا المتمردة،، يستقبلونك بلطف وأمان وبعد التأكد من الهوية تفضل ياعمو!! دخلت المصنع ليلاً وقررت المبيت وجدت العزيمة والإصرار والإرادة لتشغيل المصنع وإعادته للإنتاج بعد التأهيل،، وجدت المدير العام محمد وكوكبة من المهندسين والعمال وجميعهم كانوا يحملون البندقية بصحبة قيادة متحرك تحرير المصنع مما جعلهم ينالون الثناء والتقدير من نائب القائد العام كباشي الذي زار المصنع مرتين،، مدير مصنع سكر سنار يستحق وسام الشجاعة والإنجاز.

بعد الانتهاء من المشاركة في التحرير جمع موظفيه ورؤساء الأقسام وقرر الاستقرار بالمصنع متوسدا البلاط ومفترشا أوراق الشجر يعملون جميعاََ لإعادة تأهيل المصنع وبداية بتأهيل البنية التحتية لاستقرار الموظفين والعمال وشاهدت بعيني ماتم إنجازه في فترة محدودة إنجازاََ يستحق أن يكتب عنه حتى يعلم الجنجويد وأعوانهم أن إرادة الشعب لن تنكسر وعزيمته لن تنهزم فالتحيه لمدير وموظفي وعمال مصنع سكر سنار،، والتحية للسيد المدير العام لشركة السكر دكتور جاء الرب الرجل الذي لايعرف الهزيمة ولا الخزلان بل يعرف كيف يوزع الطاقة الإيجابية على منتسبي الشركة وظل موجوداً بينهم كما افادوا لي بذلك،،

نناشد الدولة بالاهتمام بقطاع إنتاج السكر في مصانع،، الجنيد،، حلفا،، عسلاية،، سنار،، هذا القطاع يستوعب أكثر من مليون مزارع وموظف وعامل زائداََ المساهمة الاقتصادية في الاقتصاد الوطني والمسؤولية الاجتماعية التي تتمثل فى إنشاء المستشفيات و المدارس وموارد المياه،، حان الوقت الإهتمام بصناعة السكر وفتح باب المشاركة بالأسهم من رجال الأعمال السودانيين لتصبح شركة السكر شركة مساهمة عامة شراكة نموذجية مابين القطاع العام والخاص،،

 

 

نواصل أن شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى