دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : إدخال قوات أممية للسودان : حماية للمدنيين أم فرض وصاية؟!

في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها السودان، يتزايد الحديث عن نية مجلس الأمن الدولي إدخال قوات أممية إلى البلاد بحجة حماية المدنيين. بينما يعتبرالبعض أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والإستقرار هؤلاء محسوبين علي مليشيات الدعم السريع، كما يرى آخرون أن الغرض الأساسي هو فرض الوصاية على السودان ونهب ثرواته.هذا المقال يستعرض هذه المسألةمن جوانبها المختلفة مجلس الأمن يدعي أن إدخال القوات الأممية يهدف إلى التصدي للإنتهاكات التي ترتكبها المليشيات الدعم السريع ضد المدنيين. هذه القوات تسعى إلى حماية حقوق الإنسان وضمان سلامة المدنيين في المناطق المتضررة. القوات الأممية ستكون مكلفة بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع. حماية القوافل الإنسانية والمرافق الحيوية لضمان وصول المساعدات بأمان هذه الأهداف الظاهرة من التدخل الأممي في السودان ولكن تناسي دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ؛ أما الأهداف غيرالمعلنة فهي فرض الوصايةونهب الثروات بعض الدول في مجلس الأمن تسعى إلى فرض أجنداتها السياسية على السودان من خلال التدخل الأممي. ويُعتبر السودان بلداً غنياًبالموارد الطبيعية، مما يجعله هدفاً لبعض القوى العالمية التي تسعى إلى نهب ثرواته من خلال التدخل الأممي،إدخال القوات الأممية يؤدي إلى زعزعة إستقرار السودان والسيطرة على مقدراته. قد يتم إستغلال وجود القوات الأممية لتأجيج الصراعات الداخلية وزيادةالتوترات فالشعب السوداني يعبر عن رفضه القاطع لأي تدخل أممي في البلاد، حيث يعتبره إنتهاكاًللسيادةالوطنية. هناك ثقة كبيرة في القوات المسلحة السودانيةوقدرتهاعلى حماية المدنيين وتحقيق الأمن والإستقرار. وسوف تتصدي الحكومة السودانية لأي محاولة لفرض قوات أممية على أراضيها، وتعتبره تعدياً على سيادتها، وكذلك القوات المسلحة والشعب السوداني جاهز للتصدي لاي محاولات تدخل في الشؤون الداخلية يجب علي مجلس الأمن ان يقوم بمهامة الإنسانية والأخلاقيةودعم الجهود الوطنية لتحقيق السلام والإستقرار بدلاًمن التدخل العسكري الذي يؤجج الصراع ويعقد المشهد.عموماً أي محاولة لإدخال قوات أممية للسودان تحت ذريعة حماية المدنيين إنتحار سياسي وأخلاقي ، فهو محاولة لفرض الوصاية على السودان ونهب ثرواته. وعلي الحكومة والشعب السوداني التصدي لهذه التدخلات يجب تعزيز الوحدة الوطنية ودعم الجهود الداخلية لتحقيق السلام والتنمية في السودان حفظ الله السودان وشعبه.

