مقالات

دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : ازدواجية المعايير تجاه القوات المسلحة

 

في خضم الصراع الدائر في السودان، تتجه بعض الأطراف السياسية، مثل أحزاب قحت/صمود، إلى تحميل القوات المسلحة مسؤولية الحرب، متجاهلين الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع. هذا التوجه يثير تساؤلات حول مدى الإنصاف والموضوعية في تقييم الأحداث، خاصة في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمواطنين بسبب هذه المليشيات. في هذا المقال، سنناقش هذه القضية بموضوعية، مع التركيز على النقاط المثارة.إن مليشيات الدعم السريع ارتكبت جرائم مروعة، شملت تدمير المرافق الخدمية، ونهب ممتلكات المواطنين، وتشريدهم من منازلهم. أدت هذه الجرائم إلى شلل كامل في الحياة اليومية للمواطنين، مما زاد من معاناتهم. رغم كل الجرائم والانتهاكات، يساوي بعض ساسة قحت بين القوات المسلحة، التي تدافع عن الوطن، وبين مليشيات الدعم السريع التي تسعى لزعزعة الاستقرار. تشير بعض التقارير إلى أن هذه الأطراف السياسية قد تكون داعمة للمليشيات بشكل مباشر أو غير مباشر. القوات المسلحة، عندما تدخل أي منطقة، تلقى ترحيباًمن السكان، لأنها تمثل رمز الحماية والدفاع عن الوطن. تسعى القوات المسلحة إلى استعادة الاستقرار وحماية المواطنين من تهديدات المليشيات.على العكس، من ذلك عندما تدخل المليشيات أي منطقة، تُجبر السكان على النزوح، وتترك خلفها دماراً شاملاً. رغم علم أحزاب قحت بالجرائم التي ترتكبها المليشيات، إلا أنهم لم يصدروا أي إدانة واضحة لهذه الانتهاكات. تطالب أحزاب قحت القوات المسلحة بإيقاف الحرب، دون أن توجه نفس الطلب للمليشيات التي تسببت في اندلاع الصراع. هذا التوجه يعكس ازدواجية في المعايير، حيث يتم تحميل طرف واحد المسؤولية، بينما يتم التغاضي عن الطرف الآخر.السؤال المفروض هل يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون محاسبة المليشيات على جرائمها؟. عموماً القوات المسلحة تمثل رمز الحماية والدفاع عن الوطن، بينما تسعى المليشيات إلى زعزعة الاستقرار وتدمير البنية التحتية. لتحقيق السلام والاستقرار، يجب أن يكون هناك تقييم موضوعي للأحداث، ومحاسبة لكل من تسببت في معاناة الشعب السوداني. حفظ الله السودان وشعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى