مقالات

دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : الوطن ليس خصماً المعارضة مسؤولية لاخيانة

نقطة إرتكاز

 

في زمن الاستقطاب السياسي تزداد المسافة بين الرأي والمعركة وبين النقد والعداء. لكن ما يجب أن يبقى واضحاً في ضمير كل مواطن هو أن الوطن لا يُعارَض بل يُحمى، ويُبنى، ويُصلَّح من داخله.

من حق كل مواطن أن يرفض الأداء الحكومي أو يطرح رؤية مختلفة، لكن هذه المعارضة لا ينبغي أن تتخذ شكل العداء للوطن نفسه.فالنظام السياسي إدارة متغيرة، أما الوطن فهُوية ثابتة لا تتبدل. الأوطان تعيش بالتعدد، وتزدهر بالنقد، وتتقدم بالتصحيح لا بالهدم.

من يعارض النظام بطريقة عدائية للوطن، يخلط بين من يُدير البلد ومن هو البلد ذاته. الانتقاد لا يبرر الكراهية ولايصنع وطناًبديلاً.المعارضة الحقيقية هي تلك التي تعارض الخطأ وتسند الوطن لا تلك التي تهدم تحت شعار التغيير.

الوطن ليس حزباً، ولاحكومة ولا منصباً إنه انتماء روحي وتاريخي وجغرافي.والمعارك السياسية يجب أن تُخاض تحت سقفه، لاخارجه فالبيت الذي يجمعنا لا يُهدم بسبب خلاف في لونه بل يُرمَّم بحب.

في وجه كل فتنة سياسية، يجب أن نتذكر معارضة النظام لا تعني خيانة الوطن.فمن يخالف وطنه، يخالف نفسه. وكل إصلاح يبدأ من الاعتراف بأن الوطن هو المساحة التي نختلف فيها، لكن لا ننسحب منها. حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى