مقالات

دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : مليشيات الدعم السريع : بين الانهيار والتوهم بإعادة الصف

 

 

في ظل التطورات الأخيرة في السودان، تواجه مليشيات الدعم السريع خسائر متلاحقة أمام هجمات الجيش السوداني. بينما يستمر هذا الصراع، يثار السؤال حول أسباب عدم انسحاب المليشيات رغم الفشل المتكرر. هذا المقال يسعى لتحليل العوامل المحتملة وراء استمرار مليشيات الدعم السريع في القتال رغم التحديات الكبيرة. تظهر الرغبة في القضاء على ما تبقى من قواتهم وقد يسعى قادة المليشيات لاستغلال الوضع الحالي لتحقيق أهداف معينة بغض النظر عن الخسائر البشرية. ومحاولات إثبات ولائهم للجهات الداعمة من خلال الاستمرار في القتال. والرغبة في مواصلة القتال حتى النهاية لتحقيق أهداف ولو صغيرة. بعض القبائل المنضوية تحت لواء المليشيات قد يكونون متمسكين بفكرة التضحية والولاء لقبيلتهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صناعاً ولديهم قضية وسيظلون يقاتلون بتغير علم ولا هدي ولاكتاب منير ،تفتقر هذه المليشيات للتخطيط والإدارة الفعاله وتعاني من نقص في القيادة التي تدرك حجم المخاطر وتدير المعركة بشكل استراتيجي واتخاذ قرارات غير محسوبة تزيد من الخسائر وتؤدي إلى استمرار القتال بشكل عشوائي. وفقدان التواصل بين القادة والمقاتلين يمكن أن يجعل المليشيات تعمل بشكل مستقل وفي جزر معزولة. فقدان قادة المليشيات السيطرة على لامليشياتهم، مما يؤدي إلى قتال غير منظم. وقد يكونوا القادة يتوهمون بقدرتهم على إعادة تنظيم صفوفهم واستعادة المبادرة. وربما تلقيهم للتقارير الغير دقيقة قد تعزز من توهمهم بقدرتهم على الصمود وتحقيق النجاح. والبعض قد يكون مؤمناً بقدرة المليشيات على تحقيق الانتصار مهما كانت التحديات. وقد يتوقعون تلقي دعم خارجي يساعدهم في إعادة الصف وتحقيق أهدافهم. الرغبة في الثأر قد تكون دافعاً قوياً لاستمرار القتال رغم الخسائر والاستمرارفي القتال للحفاظ على ماء الوجه أمام قبائلهم ومجتمع الحكامات ومناصريهم والشعور بالفخر والانتماء للقبيلة قد يدفع الأفراد لمواصلة القتال رغم التحديات. عموماً قد تكون هناك مجموعة من العوامل المذكورة سابقاً تساهم في هذا الوضع، ولكن الواضح أن الاستمرار في القتال دون استراتيجية واضحة قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر والمعاناة.حفظ الله السودان وشعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى