المهدد الأمني الكبير لاستقرار ولاية الخرطوم : المتعاونون مع المليشيا داخل الأحياء السكنية
المعز مجذوب خليفة

ما يجري في ولاية الخرطوم – وتحديداً في محلية أمبدة – يستحق أن يوضع تحت عدسة الفحص الأمني والسياسي بدقة، لأن ما يهدد أمن العاصمة اليوم، ليس فقط *تحركات المليشيا الإرهابية*، بل أولئك الذين يعملون من داخل الأحياء كمخبرين ومتعاونين، يزرعون الفوضى ويغذون الفتن من خلف الأبواب المغلقة.
إن القبض على عناصر مشبوهة ثبت تعاونها مع المليشيا، ثم إطلاق سراحهم كأنهم أبطال أو ضحايا، لا خونة ومأجورون، يشكّل ثغرة أمنية بالغة الخطورة على استقرار الخرطوم. هؤلاء لا يقلّون خطراً عن من يحمل السلاح، فهم الطابور الخامس الذي يهيئ البيئة للخراب.
نقطة التوقف المهمة:
– هل تمت مراجعة سياسات التحقيق والإفراج؟
– من يضمن ألا يعود هؤلاء للخيانة مجدداً؟
– ما هو تأثير ذلك على الروح المعنوية للمواطنين والقوات النظامية المرابطة؟
إذا لم تكن هناك قوة ردع حقيقية ضد كل من يثبت تواطؤه أو تعاونه مع المليشيا، فإن أمن الخرطوم سيظل هشاً، لأن الطعن من الظهر هو الأخطر.
الرسالة للمؤسسات الأمنية:
– الحسم ضرورة، لا خيار.
– التفريط في أمن العاصمة هو تمهيد لسقوط الوطن.
– المتعاون مع المليشيا عدو داخلي لا يقل خطراً عن المعتدي الخارجي.
ختاماً:
لن يستقر قلب السودان – الخرطوم – ما دام الخونة يعيشون بيننا بأمان.
والتاريخ لا يرحم التهاون.


