Uncategorized

يبدو لي أن إعلام العدو أصبح أكثر خبرة وإمكانيات… ويطغى على كل الأقلام الوطنية

المعز مجذوب خليفة

 

 

في ظل ما تشهده مدن الدلنج وكادوقلي بولاية جنوب كردفان – جبال النوبة من أوضاع مأساوية، حيث يخرج الناس من عاصمة الولاية هاربين من رعب المجهول، لا بد من التوقف لطرح سؤال مشروع: أين الإعلام الوطني؟ وأين الأقلام الوطنية؟

 

لقد بات من الواضح أن إعلام العدو ، ممثلاً في أبواق المليشيات والمرتزقة، يملك زمام المبادرة في الخطاب، والتوجيه، والتأثير، بل أصبح أكثر قدرة على الاستثمار في الفوضى وتوجيه الرأي العام، في وقت تراجع فيه الإعلام الوطني إلى مربعات الدفاع والانفعال، لا المبادرة والتوجيه.

 

المعادلة الخطيرة هنا هي أن الصمت الإعلامي الوطني ، أو ضعفه، لا يفسح المجال للعدو فحسب، بل يمنحه الشرعية الظلية في عقول البسطاء. فحين يصمت الإعلام الوطني، يملأ العدو الفجوة بالسرديات الزائفة، ويقدم نفسه كمنقذ، بينما الحقائق تُدفن في ركام الصمت.

 

نعم، لا زال هناك صوت وطني صادق، كمدير سونا بولاية جنوب كردفان ، الذي ظل ينقل الواقع بكل تجرد ومهنية. شكراً له ولكل قلم لا يزال يقاتل بالكلمة في زمن تتكالب فيه علينا أدوات الخداع الإعلامي.

 

لكن الحقيقة تبقى: نحن بحاجة إلى استراتيجية إعلامية وطنية، متماسكة، محترفة، وشجاعة.

 

نحتاج إلى إعلام يخاطب الخارج بلغة المصالح، والداخل بلغة الانتماء، ويكشف للعالم أن ما يحدث ليس نزاعًا داخليًا، بل حربًا وجودية على الإنسان والأرض.

 

وبقى آن نقول

إن لم نُدرك خطر الإعلام المُعادي ونتعامل معه بنديّة واحتراف، فستُهزم إرادتنا في العقول قبل أن تُهزم في الميادين.

وإن لم تنهض الأقلام الوطنية الآن، فمتى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى