
يشكّل انسلاخ عدد من أبناء قبيلة المسيرية في غرب كردفان من مليشيا الدعم السريع (مليشيا آل دقلو الإرهابية) نقطة تحوّل بالغة الأهمية في المشهد السوداني الراهن، ليس فقط من حيث التأثير العسكري، بل من ناحية التفكيك الهادئ والمستمر للبنية الاجتماعية والسياسية التي اعتمدت عليها هذه المليشيا الإرهابية لاختراق المجتمع السوداني واستخدامه دروعًا بشرية في مشروعها الإجرامي.
هذا التحوّل يدل على وعي شعبي متصاعد داخل المكونات القبلية التي كانت تُستغل من قبل مليشيا دقلو. أبناء المسيرية اليوم يبعثون برسالة واضحة: *لا مكان للارتزاق، لا مكان للتمرد، ولا ولاء إلا للوطن .
ما جرى يُبرز يقظة الدولة السودانية وقيادتها الشرعية ممثلة في الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، الذي استطاع، رغم ضراوة التحديات، أن يحافظ على وحدة المؤسسة العسكرية ، ويعيد تموضع السودان في سياقه الوطني الصحيح، رغم تدخلات محور الشر والمخابرات الدولية التي راهنت على تفكيك السودان من الداخل.
التحاق هذه المجموعات بالقوات المسلحة لا يحمل فقط بعدًا عسكريًا، بل هو تكفير عن خطأ الالتحاق بالمليشيا ، وتصحيح لمسار يجب أن يُحتذى به من بقية المغرر بهم، ودرس استراتيجي يؤكد أن الشعب السوداني لا يُمكن اختطافه طويلًا.
الخلاصة:
ما حدث في غرب كردفان ليس حدثًا عابرًا، بل مؤشرٌ لانهيار الثقة داخل جسد المليشيا، وتصاعد الحس الوطني الذي تُجذّره القوات المسلحة بقيادة رشيدة تعرف كيف تتعامل مع الخطر الخارجي والاختراق الداخلي في آنٍ واحد.
إنها معركة وعي، والمعركة الآن تُحسم على الأرض… بالتحام الجيش والشعب.

