
تمضي الأيام مسرعة وتجري الأحداث وتتلاحق مجرياتها ما بين الدماء والدموع والأمل والرجاء والقهر والقهقري الماضي والحاضر كيف كانت النهود مدينة العلم والعلماء وكيف صارت هذه القلعة التاريخية لقبيلة حمر وإدارتها الأهلية من آل منعم منصور بعد أن دنسها مرتزقة المليشيا ، تري هل كتب عليها أن تدفع ثمن غدر وخيانة أبنائها ممن تأبطو بنادق المليشيا المتمردة وشرها وظلوا يناشدون قادتها لإقتحامها حتى فعلوا وتوارت أمامهم سوءآت فعلتهم فأقبلو يتباكون ويتلامون ويتحسرون بعد أن رؤا بأم اعينهم الاغتصابات والقتل والنهب والدمار والسرقة فحاسبتهم انفسهم وتكشف لهم كم كانوا أغبياء مغرر بهم وجبناء وخونه ولعل هؤلاء الذين نصفهم بأنهم مغرر بهم من أبناء الدار هم في واقع الأمر مجرمون عن سبق وترصد، وإذا ما بقينا نصفهم بالمغرر بهم فإننا بذلك نكون نحن المغرر بنا عن حقيقتهم ولكن نقول لهم على الباغي ترتد السهام هؤلاء المجرمين الذين عرفوا فيما بعد أن المليشيا ماهي إلا جماعة إلتقت لتنهب وتروع وتغتصب ليس لها قضية ولا منهجية ولا أخلاق وزاد عويل الخونة عندما تجاوزتهم حكومة التأسيس المدعاة ،وما تسجيلات وإعترافات العقيد خلا إجلال جودة ببعيدة بل سمعها القاصي والداني عرفها البعيد والقريب فأصبحت مسبة بين أهلها ونساء السودان قبل الغرباء والمليشيا ، لا تنسوا أيها السادة والأهل في ديار حمر أن التاريخ سيدون ويحفظ أن هناك قائمة تطول من أبناء وبنات حمر قد ساعدوا المليشيا لإحتلال أراضيهم واغتصاب حرائرهم ونهب ممتلكات أهلهم ، وبالمقابل سيكتب التاريخ أن دار حمر فيها رجال مضوا الى الله شهداء أمثال المجاهد الشهيد إبراهيم أبوشقة والشهيد قاهر المليشيا أسد شباب حمر دراج مخاوي الذي رفض (قول باع) وكان فى رفضة سقوط روح المليشيا معنويا وعلو هامة وكرامة أهله في دار حمر ، سيكتب التاريخ أن الشيخ الأسد الأمير عبد القادر منعم منصور رفض أن يهرب مع الهاربين وينسحب مع المنسحبين بل لم يفكر في أن ينجو بنفسة ويترك حرائر دار حمر وفضل البقاء فيما يحيط به ذئاب المليشيا وهو وسطهم كأسد أناخ قانون الغاب عليه بكلكل الدهر وكأن لسان حالة كعادة الفوارس يقول (أفعلوها وخلصوني) ولكنهم من هيبته لا يفعلون ، وجرح النهود هذا بل جرح كردفان الكبرى لا أدري كيف ظل ينزف ويملأ الأمكنة في المدن والقري والفرقان والقيادة العليا للجيش تنظر وترى ويطول صبرها فيما تقصر معه اعمار أهلنا البسطاء وتراق كرامة وشرف الحرائر والقيادة تفكر في شؤون الحكم وهؤلاء يدفعون ثمن التريس غير المطلوب هذا ، لا أدري كيف يروق لهم الأمر ونواح الثكالي وعويل الصغار وبكاء العزارى وقهر الشيوخ لم يحرك لهم ساكن ،،
بالأمس عاد سعادة اللواء م أحمد أدم جايد والي غرب كردفان من العاصمة الإدارية بورسودان ومن ثم أم درمان الى الأبيض وقد إلتقي بقادة مجلس السيادة وصناع القرار لعله شرح لهم كيف يعاني أهلنا من ويلات المليشيا وبطشها وقدم ما يمكن أن يقدمة أي والي ولاية عن الأوضاع بولايته ترى هل سيعود معه ببشريات النصر وتحرك القوات المسلحة لاستراد مناطق ومدن غرب كردفان ، ترى هل في لقائه بمكونات الولاية السياسية والأهلية والمجتمعية جنوبا وشمالا أستطاع أن ينتزع منهم وحدة صف في هذه الظروف العصيبة أم أن الكتل والشلليات لا زالت تمخر كالسوس في عظم إنسان الولاية حتى بعد سقوطة أرضا ، إننا يا سادة ويا مواطني ولاية الألف سياسي بحاجة لتفكير جمعي يتسامي فوق عزل فلان وإبداله بعلان نحن بحاجة لنائب والي يضع الخطط ويحشد الناس والمجاهدين والمستنفرين لاسناد الجيش ولتحرير ولايته وليس مهتم بجمع الأراء ومدفوعي الأقلام والألسن لإقالة زيد وابدال عبيد والرد على الأقلام الحرة الجريئة نحن بحاجة لتنفيذين يبتعدون عن حقوق النازحين ولا يبيعون الاغاثة في قارعة الطريق والجوع يعصر بطون النساء والأطفال والشيوح نحن بحاجة لسياسيين يفكرون في مخرج لأهلهم ويستردون مدن ولايتهم من خلال حراكهم ودورهم الملموس ولسنا بحاجة لمن يفكرون في كيف يظفرون بسقط المتاع ،نحن بحاجة لحكومة ولاية أفرادها خفاف الظل وطنيين لم يدمنوا نهب مكتسبات المواطن وليس لهم رجل مع المليشيا والأخرى متشبثه بالكرسي ،نحن بحاجة لمن يقول القول الحق ولا يخشي فيه لومة لائم ،
ثم ماذا حصد أهلنا في جنوب الولاية فهل خيباتهم أقل من مآسي شمال الولاية بالطبع لا فما تمخضت عنه الحرب كفيل بأن يجعل قلوبهم تختار وحدة الصف والكلمة وتغيير نمطية هذا لنا وهذا أفضل من ذاك وهذا ضدنا نحن جميعا علينا أن نختار الاصطفاف خلف قواتنا المسلحة وحكومة ولايتنا ولتكن هذه النكبه هي بداية أعادة النظر في حالة التشظي الماثل والحفر العميق والطويل المستمر ، آمل أن لا يطول تحرير النهود وغرب كردفان عموما بل كردفان الكبرى ودارفور فالمليشيا تنهار وتنكسر وتتشظي بإنسحاب عناصرها التي بدأت الانحدار نحو القبيلة تاركة مسارح العمليات وسط شعور بالتهميش والتوهان ،
وآمل أن لا ينام المتعاونين طويلا في غبيش وقرى كردفان فالحساب ولد والدائرة ستدور فيوم لك ويوم عليك وما الطوفان عنكم ببعيد تآمرتم على إخوانكم وغدا ستخضعون لعدالة ملك الملوك الديان وقبل ذلك لعدالة هذا الشعب وقواته المسلحة ومجتمعكم الذي لن ولم يتشرف بكم بعد اليوم يا من خنتم الملح والملاح والعشرة وأسأتم للجوار والأهل وأخترتم طريق العمالة نكررها لكم على الباغي ترتد السهام
ونلتقي قريبا فيما هو أهم ،،


