
في السياسة والحروب، يُعد الخطاب أداة قوية لبث الروح المعنوية، ولكن عندما يكون الخطاب فارغاً من الهدف والحجة والمنطق ، فإنه لا يُسهم إلا في تأكيد حالة الضعف والتخبط. جاء خطاب قائد المليشيات بعد طول صمت، ليُثبت بمالايدع مجالاً للشك أن هذه الجماعة بلا مشروع سياسي واضح، بلا قيادة رشيدة، وبلا رؤية وطنية ، بل مجرد أداة للتخريب والدمار ونهب موارد السودان.
كيف يمكن قراءة هذا الخطاب؟ ولماذا يُعتبر إعلاناً صريحاً عن انهيار مشروع المليشيات؟.فقد إعتراف من قبل اعترافاًضمنياً بعدم وجود هدف واضح عندما يقول القائد بنفسه نحن هدفنا ما عندنا هدف، فإن ذلك يُشكل إدانة مباشرة لوجود مليشيات بلا مشروع سياسي أو استراتيجي.لم يحمل الخطاب أي رؤية واقعية أو خطة بديلة، بل اكتفى بالتهديد والوعيد في محاولة لطمأنة عناصره البائسة.بدلاً أن يرجع لرشده وصوابه ويحكم صوت العقل ويمتثل ويجنح للسلم ، جاء الخطاب مليئاً بالاتهامات والمراوغات،مما يؤكد عدم وجود نية حقيقية لقيادة السودان نحو مستقبل مستقر.المليشيات ليست دولة ولا تحمل مشروعاً، إنها مجرد أدوات للفوضى والنهب.
بدا يتحدث وهو في حالة من التوتر والقلق والارتباك والشك والارتعاش والرهبه، وكأنه يُدرك أن انهيار مليشياته أصبح أمراً محتماً. عندما يُصبح الخطاب مجرد وعيد وتهديد، فهذا يدل على حالة ضعف وليس قوة. حتى جنوده المحبطون لم يجدوا في الخطاب أي رؤية للحل أو بصيص أمل أوخطة واضحة ، مما زاد من حالة الانهيار الداخلي.القائد المرتجف لا يُمكنه قيادة جيش، فكيف يمكنه قيادة بلد؟.
كيف يُمكن لمن ينهب ويسرق ويغتصب ويدمر ويخرب أن يُدافع عن الديمقراطية؟. لا يوجد أي برنامج سياسي واضح يُمكن أن يُبرر تصرفاتها، مما يُثبت أنها مجرد مشروع شخصي للنهب والدماروتنفيذ لأجندات خارجية. أصبح الشعب السوداني أكثر وعياً بأن هذه المليشيات لا تحمل أي رؤية وطنية، وإنما تُمثل مصالح فردية ضيقة.فإن من يُرهب الشعب لا يمكنه الحديث عن الديمقراطية، فهذا تناقض صارخ.
رغم التحديات، يُواصل الجيش الدفاع عن سيادة السودان ومواجهة المخاطر. الرهان الحقيقي يجب أن يكون على مؤسسات الدولة وليس على جماعات تتبتي الفوضى.لا تُشكل المليشيات مستقبلاً، لكنها جزء من الماضي الأسود،السودان لا يمكن أن يُبنى على الفوضى والنهب، وإنما على المؤسسات القوية والإرادة الشعبيةالحقيقية.القوات المسلحة تُثبت يوماً بعد يوم أنها الدرع الحصين لحماية البلاد.
المليشيات قد تستمر لبعض الوقت، لكنها لن تُشكل مستقبل السودان. الإرادة الوطنية هي التي ستحدد المسار الحقيقي للبلاد.حفظ الله السودان وشعبه.



