تقارير

رجال الظل… صناع المجد في صمت

  1. دكتور : جاد الله فضل المولى

في أحلك ظروف الوطن، حين اجتمعت المؤامرات الداخلية والخارجية لتفكيك بنيان الدولة، برز جهاز المخابرات العامة السوداني كرمزللصمودالوطني والنضج المؤسسي. لم يكن مجرد جهاز أمني يؤدي أدواره الروتينية، بل جسّد إرادة شعب يتوق للكرامة والتحرر، ويبحث عن استقرار يحفظ الأرواح والمقدرات.

شهد الجهاز موجة شرسة من محاولات الإقصاء والتشويه، ابتدأت بإلغاء صلاحياته الأساسية، مروراً بإحالة رموزه إلى التقاعد، وانتهاءً بحل هيئة العمليات. كانت تلك المحاولات جزءاً من مخطط أوسع لتجفيف منابع القوة الوطنية.

رغم كل التحديات، لم ينحنِ الجهاز للعاصفة. قادة ورجال المخابرات، من المدير العام واركان حربه إلى أصغر عضو واجهوا الإقصاء بالتفاني والعمل بصمت. من دون موارد، أعادوا تأسيس هيئة العمليات التي شكلت الذراع الميدانية القوية إلى جانب الجيش، فكانوا في الصفوف الأمامية، يشاركون الألم، ويقدمون الشهداء من أجل الوطن.

المرحلة الجديدة من البناء شهدت تطوراً نوعياً غير مسبوق، حيث تمت إعادة هيكلة هيئة العمليات لتكون أكثر مواكبة،تنظيماًوتدريباً، إلى جانب تأسيس مؤسسات اقتصاديةداعمةلمعركةالكرامة وبرزت إدارات الجهاز كأركان قوية تتنافس على تقديم الأفضل في خدمة الوطن، داخل السودان وخارجه.

لم يقتصر دور الجهاز على حماية الداخل، بل امتد إلى دعم مؤسسات الدولة والجيش في الخارج، حتى أصبحت المخابرات العامة شريكاً استراتيجياً في صيانة السيادة الوطنية. ولعل مشاركتها الميدانية في معركة الكرامة مثال حي على هذا الالتزام الراسخ.

من يُنكر فضل هؤلاء الرجال، فهو إما جاهل بحقائق التاريخ أو مكابر لا يرى إلا بعين الضغينة. وإنصافاً لهم نقول أحسنتم. لقد قدّمتم بطولات وتضحيات ستظل منقوشة في ذاكرة الوطن. فلا تحرر بلا أمن، ولا بناء بلا مؤسسات، وجهاز المخابرات العامة هو العمود الفقري لهذا المشروع الوطني العظيم. حفظ الله السودان وشعبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى