تقارير

 جنود الإنسانية : الوجه الآخر للقوات المسلحة السودانية

كتب / دكتور : جاد الله فضل المولى

في خضم تداعيات الحرب التي أثقلت كاهل المواطن السوداني، وقفت المؤسسة التعاونية العسكرية شامخة، تُجسّد البُعد الإنساني للجندية في أبهى صورها. فهي لم تنشغل بواجبات الدعم اللوجستي، بل تحوّلت إلى ذراع اجتماعي نابض بالحياة، يمدّ الشعب بما يحتاجه من خدمات، دعم، وطمأنينة.

جندية بلا تكلف… إنسانية بلا حدود ،المؤسسة التعاونيةتعمل تحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة وإدارة اللواء محاسب عادل العبيد وأركان حربه، هؤلاء الأبطال يعملون بكل جد وإخلاصٍ لايُنتظرون جزاء من احد . في مبناها، تُستقبل الجميع ببشاشة وهدوء لايعرف البروتوكولات الثقيلة، بل يُقابل الزائر برقي التعامل قبل أي إجراء، ما جعلها مؤسسة يشعر فيها المواطن بأنه جزء منها، لا مجرد متلقي للخدمة.

وفي ظل الحرب الأخيرة، أطلقت المؤسسة التعاونية مبادرة نوعية شاملة لتوفير الدعم الغذائي والدوائي لـطلاب الخلاوي في المناطق النائية، حيث تم إيصال المساعدات عبر قوافل متحركة تجاوزت عشرات المناطق ذات الطبيعة الوعرة. كما قامت بتوزيع سلال غذائيةواحتياجات أساسية على أسر الشهداء والمصابين من القوات المسلحة، في خطوةٍ تؤكد أن المسؤولية المجتمعية ليست شعاراً بل سلوكاً أصيلاً. امتزج عمل المؤسسة بين الانضباط العسكري والمسؤولية الإنسانية، وجعلها فاعلاً حقيقياً في المشهد السوداني؛ فقد تجاوزت الدور الإداري إلى الإسناد النفسي والمعنوي، ما عزّز الثقة بين المواطن والمؤسسة العسكرية، وأظهر الوجه الآخر للجيش الذي يُقاتل ويحمي، يُواسي ويُجبر الخاطر.

لم تكن الإنجازات التي قدّمتها المؤسسة التعاونية العسكرية خلال الحرب مجرد حالات استثنائية، بل امتداداً لمنهجية متجذّرة في خدمة المجتمع السوداني. إنها جنود الإنسانية الذين حملوا راية الوطن والرحمة معاً، فاستحقوا أن يكونوا نموذجاً يُحتذى في زمن عزّت فيه النماذج الصامتة المُخلصة.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى