مقالات

ناجي الكرشابي يكتب : منفى الحرب لا يصنع خونة .. بل ناجين..!

اعلامي سوداني مقيم في تركيا

 

في وقت تتعقّد فيه أزمات السودان وتتشابك فيه خيوط الحرب والمعاناة، يظل الإعلام الوطني الحر أحد خطوط الدفاع الأخيرة عن الحقيقة والمصلحة العامة. ومن بين الأصوات المهنية التي وقفت منذ البداية إلى جانب الوطن، الزميل الصحفي فايز عبد الله، الذي فوجئنا جميعًا بخبر اعتقاله عند معبر أرقين عقب عودته من القاهرة، ضمن برنامج العودة الطوعية للمواطنين السودانيين من الخارج.

الزميل فايز ليس طارئًا على المهنة ولا على الشأن الوطني. فقد عرفناه كاتبًا موضوعيًا، ومحررًا جادًا في صحيفة المجهر السياسي قبل اندلاع الحرب، ثم لاجئًا نزيهًا فرّ من أتون المعارك بحثًا عن النجاة، قبل أن يقرر العودة إلى وطنه رغم كل الظروف. مواقفه المعلنة والمكتوبة، التي ظل يُعبّر عنها عبر صفحاته الشخصية، لا تترك شكًا في انحيازه الصريح للقوات المسلحة السودانية، وللمشروع الوطني في وجه التمرد والانفلات.

إن اعتقال فايز تحت تهمة “التعاون مع مليشيا الدعم السريع” يُعد ـ إن لم تثبت الأدلة ـ ظلمًا صارخًا بحق صوت إعلامي ظل مدافعًا عن الدولة ووحدتها، ولا يجوز أن تتحول المعابر إلى ساحات للتصفية أو الشكوك المسبقة، خاصة في غياب التحقيق العلني أو الإجراءات القانونية الواضحة.

نحن لا نطالب بإفلات أحد من القانون، بل نناشد السلطات المختصة أن تتعامل مع القضية بعين العدالة لا بعين التوجس، وأن تمنح الزميل فايز حقه في محاكمة عادلة إن ثبتت شبهة حقيقية، أو إطلاق سراحه فورًا إذا تأكدت براءته التي يشهد بها تاريخه وزملاؤه.

فايز عبد الله ليس مجرد زميل… هو شاهد على المرحلة، وصوت لجزء كبير من شعبنا المنهك، ولا ينبغي أن يُقابل الوفاء بالعقوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى