حمودة النضيف يكتب : كيفية اعادة البناء والتاسيس بعد الحرب ( خبرات سكر كنانة انموذجاََ )

المطلوب من الشعب السوداني بكل كفاءاته وخبراته التفكير بجدية في كيفية اعادة بناء ما دمرته الحرب على اسس جديدة وحديثة وتطرح فيها بعض الرؤى والأفكار لمرحلة ما بعد الحرب، اهمها التفكير في محاولة استعادة موارد البلاد الاقتصادية من ايدي الفاسدين والعابثين بها سوى ان كانوا محليين أو أجانب، واعادة استثمارها بشكل افضل من دون الاعتماد على الخارج بقروضه المجحفة، لقد وفرت لنا هذه الحرب فرصة لاستعادة ما تم منحه من اراضي واسعة ومياه وثروات وموارد ما فوق الارض وما تحت الارض كانت هبات وحوافز للأجانب وغيرهم من الانتهازيين المحليين من ذوي النفوس الوضيعة.
وبعد هذه المقدمة ندرج الى تناول نمازج حية تسير بيننا لمتطلبات هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب خبرات نوعية لما تمتاز به من خبرات عالمية وتجارب عملية حقيقية تؤهل لقيادة ثورة إعادة البناء والتعمير للدولة بإرادة وعزيمة وقيادة نزيهة واياديها بعيدة عن الفساد.
واهم ما يميز هذه الخبرات عن غيرها هو الخبرات الادارية وفوق ذلك كله تدرك أهمية التفاني في العمل ووضع استراتيجية تعمل على انتشال الوطن من نكبته من أجل أن يقف السودان مجدداّ على قدميه في المرحلة المقبلة التي يحتاج اليها لايادي سودانية خالصة لاعادة البناء أنفسها وبايادي نظيفة وعقول نيرة بعيدة عن حب الذات من أجل المصلحة العامة.
ولتدرك الدولة ان السير على هذا الطريق يحتاج المسافر فيه حمل كل زوادة الاخلاق وكميات هائلة من زاد الصبر والمثابرة لطول الطريق.
وعندما نتحدث عن الخبرات للكوادر التي فرختها شركة سكر كنانة وثقلتها بالتدريب الداخلي والخارجي في شتى دول العالم مثل امريكا وبريطانيا وكندا والبرازيل وبعض الدول الاوربية حتى نال بعضهم عضوية ادخلتهم الموسوعة العالمية (who is who) وصاروا ارقاما عالمية في الابتكارات وبراءات الاختراع وما يؤكد ذلك هو التطوير في المجال الزراعي، والصناعي، معالجة المياه النهرية والجوفية، الانتاج الحيواني وادارة الموارد البشرية وليس هذا فحسب بل تم تصدير هذه الكفاءات وهذه الخبرات الى بعض دول غرب وشرق افريقيا ودول الخليج ودلالة على ذلك هو وقوف مصنع سكر كنانة صرحا شامخا ومازال عطاءه مستمراّ رغم كل هذه الفترات الحرجة وما صاحبها من حصار من تاريخ السودان ووضعه في القائمة السوداء وما اعترته هذه السنين الاخيرة من تدخلات ما كان ينبغي لها ان تكون.
ان ما ينفق في اعادة البناء يجب ان يعرض اولا لبيوت الخبرة لخلية شركة سكر كنانة التي تحتوي على المئات من الخبرات في المجالات المختلفة بكل بساطة خلال هذه المرحلة حتى يستمر استنزاف هذه الموارد الضخمة واهدار لهذه الثروة وتوليها لجهات عديمة الخبرة، لان التحدي الماثل امام الوطن هو كيفية ان يتنادى ابناءه لانهم يعتبرون من أهم موارد الاقتصاد السوداني.
وعلى الجهات المسئولة التفكير في كيفية النداء العاجل لهذه الخبرات ويمكن ان تبدأ منذ الان والوصول اليهم لتقديم رؤاهم في كيفية التقييم ووضع برامج التاسيس لتجاوز كثير من العقبات.
ومن المؤكد ان بيوت الخبرة هذه ستلعب الدور المأمول ضمن منظومة الاقتصاد السودانية ضمن استراتيجية تستهدف تاسيس البناء واعادة التعمير لما دمرته الحرب وكل ما يعزز القيمة المضافة للاقتصاد السوداني في المجالات الزراعية والصناعية.
ويجيئ التركيز على خلية كنانة الواقفة على الرصيف هو ما حظيت به من الاحتكاك بشركات عالمية ضخمة لاقامة اكبر المشاريع في مجال انتاج السكر باعتبار ان تاسيس مشروع كنانة كسلة للاكتفاء الذاتي للسودان ودول الخليج في التصنيع الغذائي للسكر باعتبار ان السودان هو سلة تامين الغذاء العالمي وظل من أهم قطاعات الاقتصاد التي كان بالإمكان الرهان عليها لإحداث تحول رئيسي في مستوى معيشة السودانيين حتى وصلت الانتاجية كثاني انتاجية للسكر في العالم حتي عام ٢٠٠٧م وباعتباره اكبر مصنع في العالم كمزرعة ومصنع تمتلكها شركة واحدة.
يبدو أن القيادة السودانية كانت في غفلة منذ أمد بعيد حتى دخلت في معترك حرب استنزاف طويلة من عدة جهات. وهذا هو ما يعزز القول بان اعتقاد نشوب الحرب في المقام الاول يستهدف الموارد بمختلف آليات الصراع هو الاستحواذ على مقدرات السودان الاقتصادية.
ورغم استمرار الحرب يجب التفكير في الترتيبات التي يمكن لها إعادة البناء واعمار السودان ما بعد الحرب في ظل استمرار استنزاف موارد البلاد الاقتصادية.
ويبدو أن المبادرة برغم كل الصعوبات التي تواجهها البلاد مهما تعاظمت خسائر الحرب يجب التفكير في آلية تديرها كفاءات وطنية نزيهة لادارة الموارد الاقتصادية.
واخيرا نرسل هذه الرسائل في بريد السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان واعضاء مجلس السيادة. وسنظل نطرق على هذا الباب مجددا حتي ينال السودان شرف ابناءه الذين يقفون على الرصيف لاعادة البناء والتعمير ما بعد الحرب.


