من اختطف صوت النوبة ؟ ومن منح الحلو تفويضاً ليتحدث باسم أمة لا تعرفه إلا طاغية (3-6)
المعز مجذوب خليفة

في هذا الجزء الثالث من السلسلة، نغوص أعمق في السؤال الأهم: من الذي منح عبدالعزيز الحلو شرعية التحدث باسم جبال النوبة؟ وهل تم ذلك عبر تفويض شعبي، أم هو اغتصاب ناعم باسم القضية، واستثمار فجّ في معاناة شعب كريم؟
إن صوت النوبة الحقيقي، ظل لعقود يُترجم عبر قيادات وطنية راسخة، دفعت أرواحها ثمناً من أجل وحدة السودان، وكرامة إنسان الهامش. رجال مثل يوسف كوة مكي لم يسعوا للزعامة بل كانوا شهود صدق على قضايا النوبة وهموم السودان الكبير. أما الحلو، فقد جاء في ظرف غامض، ومارس سياسة الصوت الواحد، وكمّم أفواه المخالفين، وزرع الشك بين أبناء البيت الواحد.
اليوم، لا أحد من عقلاء النوبة يرى أن الحلو هو الممثل الأوحد، بل هو عنوان انقسام، وبوابة تفتيت، وبيدق على رقعة مشروع أكبر يستهدف تمزيق السودان. إن الممارسات القمعية التي ينتهجها في مناطق سيطرته، وفرضه خطاب الكراهية، وإقصائه لأي صوت لا يسبّح باسمه، يجعل من سؤاله عن التفويض سؤالاً أخلاقياً قبل أن يكون سياسياً .
من اختطف صوت النوبة؟ إنه كل من يتحدث باسمها لتمرير مشروع شخصي، وكل من يصادر القرار من أهل الميدان والصفوف، وكل من يبيع دماء الشهداء في بازار السياسة الدولية.
وللحديث بقية…



