دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : لا هدنةً بلا انسحابً ولا سلامً مع المليشيا
نقطة إرتكاز

في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لفرض هدنة إنسانية في السودانً تبرز الحاجة الوطنية إلى موقف صارم لا يقبل المساومةً ولا يخضع للابتزازً فالسودان الذي ينزفً لا يحتاج إلى مسكناتً بل إلى جراحة حقيقيةً تستأصل الورمً وتعيد للدولة هيبتهاً وللمواطن أمنهً.
إن أي حديث عن هدنةً لا بد أن يُربط بشروط وطنية واضحةً غير قابلة للتفاوضً فليس من المقبول أن تتحول الهدنة إلى فرصة لإعادة تموضع وتمركز المليشياتً أو لإعادة تسليحهاً أو لترتيب صفوفها تحت غطاء إنساني زائفً.
الشرط الأول لأي هدنة هو الانسحاب الكامل والفوري للميليشيات من المدنً ومن الأحياء السكنيةً ومن المرافق المدنية والحكوميةً لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق نارً بينما الميليشيا تسيطر على المستشفياتً وتحتل المنازلً وتنهب المصانعً.
الشرط الثاني هو إحلال الشرطة المدنية محل الميليشيا في كل مدينةً وكل حيً وكل شارعً فالأمن لا يُدار بالبندقيةً ولا يُفرض بالقوةً بل يُبنى بالمؤسساتً وبالقانونً.
الشرط الثالث هو تجميع عناصر الميليشيا في مواقع محددةً متفق عليها مسبقاًً وتكون هذه المواقع تحت رقابة دولية صارمةً تختارها الحكومة السودانيةً لا الأطراف الخارجيةً ويُخضع هذا التجميع لجدول زمني واضحً يتم تحديثه والتفاهم عليه من قبل الجيشً لا من قبل الميليشيا.
الشرط الرابع هو ضمانات دولية صارمةً تضمن عدم خرق الهدنةً وعدم استغلالها لإعادة التمركزً أو التزود بالعتادً أو التحرك خارج المواقع المحددةً فالسودان لا يقبل أن يُلدغ من الجحر مرتينً.
الشرط الخامس هو إخلاء مناطق دارفور وكردفانً وعلى رأسها نيالا الفاشرً الجنينةً وزالنجيً فهذه المدن تحولت إلى ساحات قتالً ومعاناةً ولا يمكن أن تستعيد حياتها إلا بخروج الميليشيا منها دون قيد أو شرط.
إن الشروط التي طرحها الجيش ليست تعنتاًً وليست رفضاً للسلامً بل هي خارطة طريق حقيقيةً لاستعادة الدولةً وإعادة الحياةً وإعادة بناء ما دمرته الحربً فالسودان لا يحتاج إلى هدنةً بل إلى نهايةً نهاية للميليشيا نهاية للفوضىً نهاية للخرابً. ومحاكمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات.
وإن كان العالم يريد أن يساعد السودانً فليبدأ بالاعتراف بحق الجيش في حماية شعبهً وبحق الدولة في استعادة سيادتهاً وبحق المواطن في أن يعيش دون خوفً ودون ابتزازً ودون أن يُحكم من قبل بندقيةً لا تعرف القانونً ولا تحترم الإنسانً.
لا هدنةً بلا انسحابً ولا سلامً مع الميليشيا هذه هي المعادلةً وهذه هي الحقيقةً ومن أراد أن يفاوضً فليفاوض على أساسها لا على أنقاضها.


