إعلان من الجيش الإسرائيلي لسكان غزة ورقم صادم لعدد الضحايا في القطاع

فجر السودان : وكالات
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة فيما يكثف جهوده لإخلاء المدينة من المدنيين ومواجهة الآلاف من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ويلوذ مئات الألوف من السكان بالمدينة، ويحجم كثيرون عن الانصياع لأوامر إسرائيل بالتحرك جنوبا بسبب المخاطر على امتداد الطريق والظروف الصعبة ونقص الغذاء في المنطقة الجنوبية والخوف من النزوح الدائم.
وقال معلم يدعى أحمد في اتصال هاتفي “حتى لو بدنا ننزح من غزة، هل في أي ضمانة أنه راح نقدر نرجع لها تاني؟ هل ممكن الحرب تنتهي؟ مشان هيك أنا بفضل أموت هنا في الصبرة الحي تبعي”.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن 63 شخصا على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية وإطلاق نار في أنحاء القطاع يوم الأربعاء، وأغلبهم في مدينة غزة.
وأضافت أن أحدث الإحصاءات ترفع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الدائرة منذ نحو عامين بين إسرائيل وحماس إلى أكثر من 65 ألف قتيل.
ويقول مسؤولون فلسطينيون وموظفو إنقاذ إن العدد الحقيقي أعلى من ذلك على الأرجح، إذ لا يزال رفات الكثير من القتلى عالقا تحت أنقاض المباني المدمرة.
وقال مسعفون إن 13 من القتلى، ومنهم الصحفي المحلي محمد علاء الصوالحي، كانوا يمتثلون لأمر مغادرة مدينة غزة.
وذكر مسؤولو الصحة المحليون أن خمسة آخرين قتلوا وأصيب العشرات بالنيران الإسرائيلية قرب موقع مساعدات في رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات أطلقت طلقات تحذيرية للقضاء على “تهديد مباشر”.
واندلعت الحرب بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
تشير تقديرات إسرائيل إلى أن 400 ألف شخص، أو 40 بالمئة ممن كانوا في مدينة غزة في العاشر من أغسطس آب حين أعلنت خططها للسيطرة على المدينة، غادروها الآن. ويقول المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن 190 ألفا توجهوا للجنوب و350 ألفا اتجهوا لمناطق في وسط المدينة وغربها.
وبعد يوم من إعلان إسرائيل بدء هجوم بري للسيطرة على المركز الحضري الرئيسي في غزة، تقدمت الدبابات لمسافات قصيرة باتجاه المناطق الوسطى والغربية للمدينة من ثلاثة اتجاهات، لكن لم ترد أنباء عن تقدم كبير.
وقال مسؤول إسرائيلي إن العمليات العسكرية تركز على دفع المدنيين للتوجه جنوبا وإن من المتوقع أن تدور معارك ضارية خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تتوقع بقاء نحو 100 ألف مدني في المدينة وأن تستغرق السيطرة عليها شهورا مع احتمال تعليق العملية إذا تسنى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
واحتمالات وقف إطلاق النار بعيدة على ما يبدو بعد هجوم إسرائيل في الآونة الأخيرة على القيادات السياسية لحماس في الدوحة، مما أثار غضب قطر، الوسيط المشارك في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي تحد للانتقادات العالمية للهجوم، بما في ذلك توبيخ الولايات المتحدة، حليف إسرائيل القوي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستهدف قيادات حماس أينما كانوا.
قالت وزارة الصحة التي تديرها حكومة حماس إن طائرة مُسيرة إسرائيلية ألقت قنابل على أحد طوابق مستشفى الرنتيسي للأطفال يوم الأربعاء. ولم ترد تقارير عن إصابات، لكن الوزارة قالت إن نحو 40 عائلة أخذت أطفالها.
وقالت فكر شلتوت، مديرة المكتب المعني بقطاع غزة في مؤسسة (العون الطبي للفلسطينيين)، ومقرها بريطانيا “هذا المستشفى هو المرفق التخصصي الوحيد للأطفال المصابين بالسرطان والفشل الكلوي وغيرها من الحالات التي تُهدد الحياة، ولكن حتى هؤلاء الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة لا يسلمون من القصف المتواصل”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشورات أسقطها جوا على مدينة غزة إن بمقدور الفلسطينيين التوجه عبر شارع صلاح الدين بعد معاودة فتحه للهروب صوب الجنوب، مضيفا أن أمامهم فرصة حتى ظهر يوم الجمعة للقيام بذلك.
لكن الوضع ظل فوضويا وخطيرا على المدنيين الذين حاولوا الفرار في الأيام القليلة الماضية سيرا على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير أو في مركبات.
وتعرض أغلب المناطق في مدينة غزة للدمار في بداية الحرب في 2023، لكن نحو مليون فلسطيني عادوا إلى هناك لمنازلهم المدمرة وسط الأنقاض. وسيعني إجبارهم على الخروج حصر أغلب سكان القطاع المكتظ في مخيمات في الجنوب تتكشف فيها أزمة جوع طاحنة.
نددت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة وحكومات أجنبية بالهجوم الإسرائيلي وما يترتب عليه من نزوح جماعي.
وفيما يتعلق بالحرب في غزة عموما، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة. وتصف إسرائيل تلك النتيجة بأنها “شائنة” و”مزيفة”.
وتسيطر قوات إسرائيلية على الضواحي الشرقية لمدينة غزة وتقصف ثلاث مناطق في الجنوب الشرقي والشمال والشمال الغربي على ساحل المدينة حيث تتقدم الدبابات إلى وسطها وغربها.
وقال أحمد “غزة عماله بتنمسح، المدينة إللي عمرها آلاف السنين بتنمسح على مرأى من كل العالم الجبان”.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، دمرت غارة جوية بناية متعددة الطوابق اليوم الأربعاء مما دفع السكان في بنايات قريبة للفرار في هلع.
ويقول فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة إنه ليس هناك مكان آمن في القطاع بما في ذلك المنطقة الجنوبية التي حددت إسرائيل أنها “منطقة إنسانية”. وأودت ضربة جوية يوم الثلاثاء بحياة خمسة في مركبة وهم يغادرون مدينة غزة صوب الجنوب.
رويترز



