مقالات

ناجي الكرشابي يكتب : الرباعية.. وحسادك أجاويدك…!؟

 

 

 

ناجي

من يطّلع على بيان ما سُمِّي بـ”الرباعية” يجده مجرد حلقة جديدة من مسلسل التدخلات المريبة التي تستهدف كسر إرادة الجيش السوداني ومنع استعادة ما تبقى من أرض دارفور المختطفة بيد مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها. فالمبادئ التي تدّعي الرباعية الدفاع عنها مجرد ستار دبلوماسي مهترئ للتغطية على واقع مشوّه، بينما تُساق الشعارات عن “السلام والاستقرار” كغطاء لإجهاض أي تقدم عسكري من شأنه تحرير المدن والقرى من الاحتلال والنهب.

أقول: أين كانت الرباعية حينما اجتاحت مليشيات الدعم السريع الخرطوم والجزيرة، وشرّدت الملايين، وأفقرت الناس، ونهبت ممتلكاتهم على مرأى ومسمع من العالم؟ أين كان هذا الضمير الإنساني حينما تحولت أجساد النساء والفتيات إلى ميادين للاغتصاب الممنهج؟ أين كان هذا الحرص على سلامة السودانيين حينما سالت دماء الأبرياء أنهاراً قبل الدموع؟

ثم، كيف يجرؤ هؤلاء على الحديث عن “حماية المدنيين” بينما صمتهم كان الغطاء الأكبر للجرائم البشعة التي وقعت في قلب السودان؟ بل ولم يفتح الله عليهم بمجرد إدانة للدعم السريع والمرتزقة، بينما يكيل بيانهم الاتهامات للقوى العسكرية والسياسية والحاضنة الوطنية للجيش التي تسانده في الدفاع عن المدن من هجمات التمرد!

أما في دارفور، حيث ظلت الفاشر محاصرة لسنوات من قبل المرتزقة الكولومبيين وغيرهم من عصابات الدعم السريع، فلم نسمع صوتاً للرباعية، ولا تذكيراً بالقانون الدولي الإنساني أو قرارات مجلس الأمن الدولي التي جرمت ذلك ، أو أي إدانة للمجازر التي تُرتكب يومياً. بل نقلت وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية أن إحدى دول الرباعية ولغت في دماء الأبرياء من المدنيين حتى أذنيها، وقدمت الدعم العسكري والغطاء السياسي لمليشيا الدعم السريع والمرتزقة.

الآن فقط، حينما يقترب الجيش من قلب المعركة ويحاصر المليشيات في آخر أوكارها، تستفيق الرباعية فجأة لتتحدث عن “هدنة إنسانية” و”مرحلة انتقالية” وحوار مع التمرد. أليس هذا هو عين التواطؤ؟

والسؤال الأكثر مرارة: هل يحق للإمارات، المتورطة حتى أذنيها في تمويل ودعم التمرد بالسلاح والمرتزقة، أن تعطي دروساً للسودان عن “السيادة” و”وحدة الأرض”؟ أي مفارقة هذه حينما يتحول الداعم إلى وسيط، والمجرم إلى قاضٍ؟

إن بيان الرباعية ليس سوى محاولة يائسة لفرض وصاية دولية على مستقبل السودان، وتجميد المعركة في لحظة مفصلية لصالح المليشيا. وما يسمونه “عملية انتقالية شاملة” ليس إلا وصفة لإعادة تدوير الخراب تحت إشراف خارجي، مع إقصاء الشعب السوداني وقواته المسلحة التي دفعت الدماء دفاعاً عن الوطن.

إن الرسالة التي ينبغي أن تُقال بصراحة: لا سلام يُفرض من عواصم الرباعية، بل من ميدان المعركة حيث يُكسر المشروع الانقلابي للمليشيا. ولا شرعية لمن تواطأوا مع الخراب، ولا احترام لمن يطلب وقف النار ساعة انكسار التمرد بينما بارك انتصاراته الدموية من قبل. وأن السودان لن يُدار ببيانات الرباعية، بل بإرادة أهله وجيشه الذي يقاتل لاسترداد الأرض والكرامة.

إنهم يريدون وقف الزمن عند لحظة ضعف السودان، لكن المعركة الآن تمضي في اتجاه آخر.. لاستعادة الوطن من قبضة المرتزقة وأسيادهم. “عزيزتي” حكومة الأمل نذكّركم بأنه لا الجيش ولا الشعب السوداني سيقبل بأن يكون (حسّادك أجاويدك).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى