
في عالم السياسة والمال، هناك من يختار الأضواء، وهناك من يصنعها من خلف الستار. منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات ومالك نادي مانشستر سيتي، ينتمي إلى الفئة الثانية رجل الظل الذي لا يظهر كثيراً، لكنه حاضر بقوة في مفاصل النفوذ العالمي.
منذ فبراير ٢٠٢٣م، تصدّر اسم منصور بن زايد عناوين الصحف البريطانية بعد فتح قضية قضائية ضد نادي مانشستر سيتي، الذي يملكه، بتهم تتعلق بالتحايل المالي والتلاعب في تمويل صفقات اللاعبين. القضية، التي تهدد مستقبل النادي، سلطت الضوء على شخصية لطالما تفادت الأضواء، لكنها كانت فاعلة في تشكيل صورة الإمارات في الخارج عبر الرياضة والإعلام.
لكن نفوذ منصور لا يقتصر على الملاعب.ففي عام ٢٠٠٦م حاولت الإمارات عبره شراء ستة موانئ أمريكية، في صفقة أثارت جدلاً واسعاً في واشنطن، وانتهت بالرفض تحت ضغط سياسي وشعبي، رغم التحالف الوثيق بين البلدين بعد أحداث ١١ سبتمبر كانت تلك لحظة فاصلة دفعت الإمارات لإعادة تشكيل صورتها الدولية، واختار منصور أن يقود هذه المهمة عبر الاستثمار في كرة القدم والثقافة والإعلام.
وفي السنوات الأخيرة، حاول منصور الاستحواذ على صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، عبر شركة استثمارات دولية (IMI) تابعة له. لكن الحكومة البريطانية أقرّت قانوناً يمنع الحكومات الأجنبية من امتلاك وسائل إعلام وطنية، ما أدى إلى إفشال الصفقة رغم تمويله لها.لاحقاً، احتفظ بحصة أقل من خمسةعشر في المائة بعد أن استحوذت شركة أمريكية على الصحيفة.
وراء هذه التحركات الاقتصادية، تكشف تقارير استخباراتية وصحفية عن دور منصور في دعم حروب خارجية، أبرزها في السودان حيث تشير الأدلة إلى تورطه في تسليح مليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي، عبر شبكات تهريب السلاح تحت غطاء العمل الإنساني. هذه الاتهامات، التي تنفيها الإمارات، دفعت مشرعين أمريكيين للمطالبة بوقف بيع الأسلحة للإمارات، وسط اتهامات بتمويل إبادة جماعية.
منصور بن زايد، الذي يسيطر على مؤسسات حيوية مثل البنك المركزي وشركة النفط الوطنية وصندوق مبادلة السيادي، يجمع بين القوة الناعمة والخشنة، بين الاستثمار الرياضي والدبلوماسية السرية، وبين صمت الظلال وضجيج الملفات الدولية. إنه رجل لا يتحدث كثيراً، لكنه يُسمع في كل مكان.إِنَّهُ رَجُلُ الظِّلِّ الخَفِيُّ.
 
				 
					


