مدير عام وزارة الصحة بولاية كسلا الدكتور “علي آدم” في حوار الشفافية مع موقع فجرالسودان” :”نعاني من تحديات وحققنا إنجازات”

حوار : ضحي عادل
رغم تأثير الظروف التي تواجهها البلاد علي القطاع الصحي بعدد من الولايات، إلا أن ولاية كسلا ظلّت تشهد تتطور متنامٍ علي صعيد البنية التحتية والخدمة المُقدمة، ومن يسجّل زيارة لحاضرة الولاية يلحظ الحراك الكبير في المستشفيات الحكومية والقلعة الطبية وكذلك اذدهار القطاع الصحي الخاص الذي بدوره يقدم خدمة طبية متقدمة، ورغم ذلك توجد عدد من التحديات التي تواجه الولاية علي الصعيد الصحي، وللتعرف أكثر علي عدد من التفاصيل جلسنا الي مدير عام وزارة الصحة الدكتور “علي آدم” الذي أجاب علي استفساراتنا بشفافية ونتابع ماذا قال:_
بذاكرة مؤلمة تدخل كسلا خريف هذا العام وتخشي من تكرار الأمراض الموسمية التي نسأل لماذا ظلّت تتربص بها!!!؟
ولاية كسلا بموقعها الجغرافي والعوامل المتداخلة الكثيرة ظلّت تواجه آثار صحية قبل وبعد الحرب، ومن المعلوم أن لها مشاكل في البنية التحتية الإجتماعية والاقتصادية، عطفاً علي مشاكل تاريخية معروفة، وكل هذه العوامل لها تأثير في تفشي الأمراض.
هل هذا يعني تكرار تفشي الكوليرا هذا الخريف أيضاً؟
في الخريف الماضي تضافرت عدد من الأسباب التي كان لها دور في تفشي الكوليرا ليس في كسلا فقط بل في معظم ولايات البلاد وذلك بسبب النزوح ومياه الشرب غير النقية وقضاء الحاجة في العراء، ورغم ذلك حدثت تدخلات واستجابة سريعة علي المستويين الولائي والمركزي
فكان أن تمتّ محاصرة المرض الي ان اختفي.
هل هذا يعني أنكم استفدتم من الدرس ولن تتكرر الكوليرا مرة أخرى هذا العام؟
نعم..فقد خرجنا بالكثير من الدروس أولها أهمية الإستعداد المُبكر اذا واجهنا مثل هذا الوباء والآن على إستعداد تام لمجابهة أي طارئ، وقد عملنا على تكوين إدارات متخصصة داخل الوزارة منها إدارة طوارئ وإدارة صحة البيئة، حتى على مستوى المحليات والإدارات الفنية تتواصل أنشطتها وبرامجها،وعلي مستوى حكومة الولاية فإنها ظلّت تحرص علي متابعة إستعداداتنا للخريف وتذليل كافة العقبات التي تعتري طريقنا.
مركز العزل كان من نقاط ضعفكم الخريف الماضي!!! ؟
من الدروس المستفادة ان عنبر العزل في مستسفي كسلا كان محدود المساحة، والأخوة في مجلس السيادة تبرّعوا لنا بمركز عزل تمّ تشييّده في القلعة الطبية بصورة حديثة وسيتم إفتتاحه قريبا.
رغم ذلك تظلّ كسلا من الولايات التي تستوطن فيها أمراض؟
كما أشرت سابقاً أن الموقع الجغرافي ومشاكل أخرى تقف خلف تفشي الوبائيات مثل الكوليرا وحمي الضنك والملاريا، وقد باتت من الامراض المستوطنة، ورغم ذلك نتعامل مع كل مرض بطريقة مكافحة مختلفة، مثلا الكوليرا تتطلب مياه شرب نقية واصحاح بيئة وهنالك عمل مشترك بين الوزارة والمحليات، وحمى الضنك تتم محاربتها عبر طريق تعزير الصحة بمحاربة الناقل بالبيوت ورفع درجة التثفيف، وتم تدريب الكثير من المعززين الصحيين بالشراكة مع وزارة الصحة الإتحادية وشبكة معززي الصحة سيكون لهم دور فعال في تعزيز المكافحة، أما فيما يتعلق بالملاريا الآن تجري الاستعدادات وفقاً لاستراتيجية قومية لتوزيع عدد من الناموسيات وسيتم توزيع مليون ناموسية ، ويسبق التوزيع تسجيل كل أفراد الأسرة، كذلك توفير دواء الملاريا بالولاية.
هل يبدو الوضع مطمئناً؟
نعم.. نبدو في حالة اطمئنان قياسا علي الجهود التي تمّ بذلها، وعبركم نتوجه بصوت شُكر الي المحليات علي الجهد الكبير الذي بذلته علي صعيد صحة البيئة ومكافحة النواقل وتحسين مصارف المياه، والاستعانة بالعمال في النظافة وغيرها من المجهودات التي نتوقع منها المزيد.
حسناً.. ماذا عن جانب تقديم الخدمة بالمستفيات.. ؟
كسلا تشهد إستقرار كبير في تقديم الخدمة العلاجية بل أصبحت قِبلة لمواطني بعض الولايات المتأثرة بالحرب وحتي المستقرة، وفي المستشفيات الكبيرة بكسلا،حلفا والقربة فإن الخدمة المُقدمة كبيرة وشاملة، وتوجد مستشفيات أخرى تبدو الأوضاع فيها مستقرة من واقع أنها وتعمل بشكل جيد وذلك بود الحليو، وهمشكوريب ونرسل صوت شكر لكل الكوادر لأنهم باجتهادهم استطاعوا ان يوطّنوا الخدمة.
يوجد تنامٍ لاعداد المستشفيات الخاصة بكسلا، هل هذا خصما علي المرافق الحكومية؟
بالتأكيد لا.. هذا تكامل بين العام والخاص، وللحرب مساوئ فإنها على صعيد تقديم الخدمة بالمستشفيات شهدت تطورا كبيرا بسبب الكوادر الطبية التي استقرت في الولاية وهؤلاء من استشاريين واخصائيين ساعدوا في توفير الخدمة بالمستشفيات الخاصة التي شهدت نموا كبيرا وتقدم تخصصات بعضها نادرة وهي تساعد علي تخفيف العبء علي المستشفيات العامة وليست خصما عليها.
تمتاز كسلا بوجود المراكز التخصصية؟
نعم.. وهذه من الجوانب الإيجابية في الولاية، َالمراكز التخصصية أيضا تساهم في تقديم خدمة جيدة ومستقرة، ومنها مركز الجهاز الهضمي الذي أجري عدد كبير من العمليات والتردد عليه عالٍ، وكذلك المركز التشخيصي الذي بات وجهة للكثير من لكل أهل السودان لأنه تتوفر فيه أجهزة حديثة مثل الأشعة المقطعية بالإضافة الي خدمات المناعة والأحياء الدقيقة.

ولكن حتي الآن كسلا بدون جهاز رنين مغنطيسي؟٪
فيما يتعلق بالرنين المغنطيسي فقد تمّ تجهيز الغرفة التي سيتم تركيبه فيها وسيتم إحضار غرفة عازلة وصلت بورتسودان، ونتوقع أن يصل جهاز الرنين المغنطيسي خلال شهر ونصف وهو بدعم من رئيس مجلس السيادة ومتابعة لصيقة من الأخ والي كسلا وسوف يسهم في توطين الخدمة داخل الولاية وسيغني المواطن عن السفر الي مروي وغيرها.
هل من جديد علي مستوي مركز القلب..!؟
مركز القلب شهد في الفترة الماضية جهود كبيرة من اللجان التي بذلت جهد كبير لاستقطاب الدعم ومثلما نشكرها أيضاً نشيد بمديره الدكتور سمؤول علي مابذله من جهد جبّار فقد استطاع أن يجعل هذا الحلم حقيقة، والعمل الآن يمضي بصورة طيبة لتجهيز مايتعلق بقسطرة القلب التي يحتاجها إنسان الولاية والمركز سيسهم في توطين كل مايتعلق بامراض وجراحة القلب.
كانت كسلا تعاني شُحا علي صعيد ماكينات غسيل الكُلي؟
أمس سجّل الأخ الوالي زيارة الي مركز غسيل الكُلي الذي يعد من المراكز التي توفر العلاج لاعداد كبيرة من المرضي وكذلك مركز غسيل الكلي بحلفا، وفي الأيام الماضية كان معنا مدير إدارة جراحة الكُلي الدكتور نذار وقد اجري عمليات مجانية تكلفت الواحدة منها مليون جنيه وقد اسهم ذلك تخفيف العبء علي المواطن ويبلُغ المستفيدون أكثر من ٢٠٠ مريض وعمليات الفوستلا تساعد المريض في الغسيل، اما عدد ماكينات الغسيل فقد ارتفع من ١٢ الي ٢٣ ماكينة وتوجد عشرة ماكينات في الطريق وهنا نتقدم بالشكر لكل من تبرع بماكينات.
هل طالت الاضافات المشرحة التي كانت تفتقر لابسط المقومات؟
نعم طالها التطوير، ووصلت مرحلة وجود اختصاصي طب عدلي وقد ساعد كثيرا في هذا المجال، وانتقلت المشرحة من داخل المستشفي التعليمي الي خارجه والأخوة الذين وفدوا الي كسلا ساعدوا في توفير المشرحة ونشكرهم علي ذلك.
هل يُعتبر مجمع العمليات الجراحية بالقلعة الطبية إضافة؟
إضافة كبيرة.. فقد تمّ إفتتاح مجمع العمليات الجراحية داخل القلعة الطبية، من شأنه أن يسهم في توطين الخدمة الطبية بالولاية، وقد ساعد الإيطاليين بصورة كبيرة في تشييده وكذلك في الاضافات الجديدة بالمستشفي السعودي.
ماهي ابرز التحديات التي تواجه الوزارة؟
ابرز التحديات التي تواجهنا ان الوزارة خدمية ولكن امكانياتها ضعيفة وتحتاج إلى تمويل رغم ان الولاية فقيرة.
عفوا.. لكن لها دخل كبير من المستشفيات؟
نعم توجد ايرادات لكن الصرف كبير، مثلا عندما ينقطع التيار ويعمل المولد فان هذا يعني القضاء علي اخضر الايرادات ويابسها بالمستشفى المعني، وكذلك المياه والصرف الصحي وكل هذه اوجه صرف لايمكن التحكُم فيه.
ماهي التحديات الأخرى؟
كذلك من التحديات التي تواجهنا العادات والتقاليد المجتمعية التي لها تأثير علي الصحة وتحتاج الي وعي وعمل كبير من كل الجهات ذات الصلة، وكذلك توجد مشاكل في بعض المحليات تتعلق بمياه الشرب وهي دائما التي تنفجر فيها الأوبئة مثل الكوليرا وهذه تحتاج الي معالجة مشكلة المياه.
أخيراً.. الوزارة تتلقي دعم كبير من المنظمات؟
من العوامل التي أثّرت علي الوزارة اعتمادها علي المنظمات لأن بعضها يتوقف عن الدعم لظروف ويؤثر ذلك علي برامج الوزارة، نعم توجد مشاريع ممتازة قيد العمل من منظمات لكن يجب عدم الاعتماد عليها يصورة كاملة تحسبا للظروف.


