تقارير

بين الجدل و الاحتجاج : زفاف رمزي لشابتين سودانيتين في كمبالا يثير عاصفة في أوساط الشتات

 

دكتور : جاد الله فضل المولى

في مشهدٍ وصفه البعض بـالثوري، واعتبره آخرون مستفزاً ومخالفاً لقيم الأمة، احتفلت شابتان سودانيتان بزفاف رمزي داخل قاعة أفراح بوسط كمبالا، بدعم تنظيمي ولوجستي من منظمة قادرات النسوية، وبحضورمحدود من ناشطين في مجال النوع الاجتماعي وتحالف صمود. الحدث رغم طابعه الرمزي وغير القانوني، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية، ما بين القبول والرفض التساؤل والانفعال.

 

الحدث جرى في صالة لونا للأفراح وهي إحدى أبرزقاعات الاحتفالات في العاصمة الأوغندية تم تنظيمه بشكل رمزي مستوحى من طقوس غربية، دون توثيق قانوني رسمي داخل أوغندا أو السودان.

 

هذا الكرنفال أوالزفاف يعتبر تحدياً للدين الإسلامي الذي حرم السحاق والزواج المنافي للفطره السليمة فالزواج هو رباط شرعي بين رجل وامرأة بهدف الإعفاف والتكاثر وبناء الأسرة.

ما يُسمى بزواج المثليين بين رجلين أو امرأتين لا يُعتبر زواجاً شرعياً ،بل يُصنّف ضمن الفواحش والمنكرات يُستدل على تحريمه من قصة قوم لوط في القرآن الكريم، حيث عاقبهم الله على ممارساتهم الجنسية المثلية، واعتبرها خروجاًعن الفطرة.قال تعالى” أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ “،إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ.ورد في الحديث النبوي الشريف “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”.

هل القانون السوداني يعترف بالعلاقات المثلية؟.لا يوجد أي اعتراف قانوني بزواج المثليين أو العلاقات المثلية في السودان.لا يُسمح بالتبني أو تسجيل الشراكة أو أي حقوق أسرية للمثليين.لا توجد حماية قانونية من التمييز على أساس التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية.ورد بالمواد ١٤٨ و١٥١ و١٥٢ من القانون الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١م تعديل ٢٠٢٠م والتي تُجرّم ما يُعرف بـالسدومية “العلاقات الجنسية بين الرجال”.

بحسب المواثيق الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيةاللاجئين، فإن لكل إنسان الحق في التعبير عن الهوية والاختيار الشخصي دون تمييز. غير أن هذه الحقوق تصطدم مع قوانين الهجرة والجنسية في كثير من البلدان، ما يجعل الناشطات يتحركن في هوامش قانونية غامضة.

أن المثلية الجنسية انحراف عن الفطرة ، ويجب التعامل معها بالحكمة والنصح، دون ظلم أو اعتداء.لابد للعلماء الدين والنفس الاجتهاد في علاج هذه الظاهرة الغيرسليمةومنافيةللفطرة وأهمية التوعية ،والعلاج النفسي والاجتماعي لمن ابتُلي بها، مع فتح باب التوبة والرحمة.

المجتمعات الحيّة لا تُقاس بمدى تماثلها، بل بقدرتها على إدارة الاختلاف.والهويةلا تُبنى بالرفض، بل بالحوار. حفظ الله السودان وشعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى