مقالات

الرحيل المُرّ: حين يسكت صوت البطولة ويعلو صوت الحزن

دكتور : جاد الله فضل المولى

نقطة إرتكاز

لم يكن خبر رحيل الشهيد ناظم مجرد فقرة عابرة، بل كان صوتاً يُكسر في القلب، ودمعةً تُهدر على جبين الوطن. ناظم، ذاك الرجل الذي لا يعرف التراجع، الجسور الذي حمل روحه على كفه ليحمي الأرض، قد غادرنا… ولكن هل يغادر الفخر إذا استوطن القلب؟

كان ناظم أقرب إلى الأسطورة الحية يمشي تحت الرصاص كأنَّه يحرس التاريخ، ويبتسم في وجه الخوف كأنَّه يُطَمْئن الوطن.في لحظة،اختفى من الميدان لكن بقيت صورته محفورة بين حجارة الشوارع ونظرات رفاقه وصرخات الأمهات التي لا تجد عزاءً.

بكتك اشجار ام صميمة قبل أن نبكيك لم تكن صوتاً عادياً كانت نبرةً من نبرات الكرامة.عند رحيلك، صمتت البنادق، وانكسرت الحناجر، وبات الميدان بلا ظل، بلا ناصح، بلا قامة تقول أنا هنا.

سيظل اسمك يُذكر في دفاتر العسكرية وفي أنشودة البلاد التي لا تنسى رجالها.كانت تحلم بوطنٍ لا يُخاف فيه، لا يُذل فيه أحد… واليوم نُقسم له أننا سنحمل الحلم حتى الرمق

نم قرير العين يا ناظم، فالوطن يبكيك لا ضعفاً، بل عرفاناًويبكيك التاريخ لأنك سطرٌ لا يُمحى، وفصلٌ لا يُغلق، ودرسٌ لا يُتجاوز وفي كل جنازة بطل، نعرف أنك أول الحاضرين، تُحيي القلوب وأنت راحل. تقبل الله الشهداء وشفي الجرحي وفك الأسري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى