الحسم قادم والميليشيا إلى مزبلة التاريخ

تقرير : دكتور / جاد الله فضل المولى
في لحظة فارقة من تاريخ السودان، تتجه أنظار الشعب نحو القوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة والسيادة ضد المليشيا التي اختارت طريق التمرد والخيانة، وعبثت بأمن الوطن ومقدراته. ومع كل يوم يمر، يتأكد السودانيون أن الحسم قادم لا محالة ، وأن لا مكان بعد اليوم لمن خان العهد ورفع السلاح في وجه الدولة.
لقد أثبتت الوقائع أن هذه المليشيا لم تكن سوى أداة للفوضى، لا مشروع لها سوى تقويض الدولة، ولا هدف لها سوى تمزيق الوطن. لكن الشعب السوداني، الذي خبر الصبر وعرف معنى التضحية قال كلمته بوضوح لا تفاوض مع الخيانة، ولا عودة لمن تلطخت يداه بدماء الأبرياء.
القوات المسلحة السودانية، ومعها كل القوى الوطنية المخلصة، تواصل تقدمها بثبات نحو اجتثاث هذا الورم الخبيث من جسد الوطن. العمليات العسكرية تتسارع، والمواقع تُستعاد، والمعنويات في أعلى مستوياتها. إنها ليست مجرد معركة عسكرية، بل معركة من أجل الكرامة، والسيادة، وبناء دولة القانون.
وفي الوقت الذي تتهاوى فيه الميليشيا وتفقد السيطرة، تتعالى أصوات المواطنين في كل ربوع السودان مطالبة بالحسم الكامل، ورافضة لأي تسوية تعيد هذه الجماعة إلى المشهد السياسي أو العسكري. فالتجربة علمت الجميع أن التهاون مع الخيانة لا يجلب إلا المزيد من الدماء والانهيار
ومع اقتراب ساعة النصر، تتجدد الدعوة إلى احتضان من اختاروا العودة إلى صف الوطن، ممن انضموا سابقاً إلى الميليشيا ثم رجّحوا صوت العقل. فهؤلاء يمكن دمجهم أو تسريحهم وفقاً لرغباتهم،في إطار مشروع وطني جامع، وبشرط أن يكون السلاح بيد الدولة وحدها، لا الكيانات الموازية.
فإن السودان اليوم يقف على أعتاب مرحلةجديدة، عنوانها لا بقاء للخيانة، ولا مكان للميليشيا في مستقبل الوطن الحسم قادم، والتاريخ يُكتب من جديد، بمداد من دماء الشهداء، وصبر الأمهات، وعزيمة الرجال.

