فارس العدالة في زمن الحصار

بقلم : الدكتور جاد الله فضل المولى
في ميادينٍ اختلط فيها غبار المعارك بصوت الحق، سطع نجم الفريق حقوقي دكتور المهدي عبدالرحمن ليكون تجسيداً حياً للقائد المتكامل، رجل يحمل القانون في يده والسلاح في الأخرى، يواجه الحصار بصبر، والمعركة بشجاعة، والواجب بانضباط وطني رفيع.
بصفته مديراً للإدارة العامة للقضاء العسكري ، لم يكتف الجنرال بأداء الدور القضائي التنظيمي، بل اختار أن يكون جزءاً فعلياًمن معركة الكرامة يذود عن الوطن دفاعاً وعدلاً فكانت مشاركته تتعدى النصوص وتترجم إلى مواقف نادرة، ترسم صورة رجل لا يخاف من خنادق الاشتباك.
هو ليس مجرد رجل قانون، بل قامة وطنية تكتب التاريخ بصمت الكبار.في لحظةٍ كانت الكلمات تعجز عن وصف البطولة، كان الفريق حقوقي دكتور المهدي عبدالرحمن محمدعمر يدوّنها بأفعاله، لا بأقواله.
رجلٌ إذا تحدّث أنصت له القانون، وإذا تقدّم،احتشدت وراءه القيم يجمع بين رصانة القاضي ودقة المقاتل، وبين أخلاق المربي وحزم القائد. تشهد له ساحات النزال كما تشهد له قاعات القضاء؛ لا يميل، لا يُجامل، ولا يُساوم على شرف المبدأ.
صموده طيلة الحصار لم يكن فعل تحمّلٍ فحسب، بل درسٌ في الإرادة والوفاء. كان ناطقاً باسم الصبر، ومنارةً للثبات، ورمزاً لمن يؤمن بأن الوطن لا يُهدى، بل يُحرس.
منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م وحتى فك الحصار في ٢٤ يناير ٢٠٢٥م ، عاش الجنرال في قلب الأزمة داخل القيادة العامة ، صابراً ومحتسباً، لم ينكسر، ولم يُعلن التذمر، بل واصل أداء واجبه بروح مؤمنة أن التضحية لا تحتاج تصفيقاً، وأن البطولة ليست ما يُعرف، بل ما يُنجز بصمت. لم يسعي الي الشهرة ويعمل في صمت ومن قلب المعركة. فهوقائدٌ لم يسعَ للأضواء، بل اكتفى بشرف الموقف.
يُعد الجنرال المهدي من القادة القلائل الذين جمعوا بين التأهيل الأكاديمي القانوني الرفيع. والانخراط العملي في المؤسسة العسكرية. وروح الميدان والانضباط الإداري.
كان نموذجاً للقائد الذي لا يُغريه المنصب، ولا تُبعده الرتب عن الناس، بل ظل متواضعاً، عميق الفكر، وقوي العزيمة. لم يسعَ لأن يُعرف، بل سعى لأن يُؤثر.مَن تأمّل مسيرته،أدرك أن البطولة لا تحتاج للضوضاء، بل للثبات. كان حضوره في معركة الكرامة صامتاً في الصوت صارخاًفي الأثر الرجال تُعرف بالمواقف لا بالألقاب وهكذا كان الجنرال المهدي عبدالرحمن.
 
				 
					


