محمد إدريس يكتب : كيف غيرت السعودية من مسار الرحلة (2_3)…!!

(1,700000) إلا قليلا عدد حجاج هذا العام كانجاز على أرض الواقع لرؤية المملكة العربية السعودية ( 2030) زيادة الطاقة الاستيعابية مع التطوير والتحديث المستمر للخدمات، فهنا على أرض البلد الأمين تمشي الشعارات بين الناس”يسر وطمأنينة “”ولا حج بلا تصريح “وقد انهالت التهاني والتبريكات على نجاح دقة تنظيم وتسيير هذه الحشود نحو المشاعر المقدسة على سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس الوزراء من الرئيس التركي أردوغان وبقية الزعماء والملوك، ومضت بفضل الله بسلاسة ويسر جميع الحشود الايمانية تهفو نحو المغفرة والرحمة في أرض الحرمين الشريفين، تستقبلهم بالبشاشة والترحاب ..!
قيض الله لنا أداء فريضة الحج هذا العام وسط أجواء مفعمة بالروحانيات، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين/ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود/الذي تعكف عليه سنويا وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حيث وضعت السلطات جميع أسباب الراحة وامكانيات التسيير للحجاج البالغ عددهم (2443) يمثلون (100) دولة يحظون بخدمات متميزة في كافة المشاعر / ويجد الأشقاء الفلسطينيين من أسر الشهداء الرعاية والاهتمام المتعاظم الذي يناسب أهل الأقصى وما يبذلونه في سبيل الدفاع عن ثاني القبلتين..!
تقوم فكرة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين على دعوة فئات متعددة من المجتمع المسلم من طنجة الى جاكرتا ومن موريشوس إلى إسبانيا ومن الهند إلى السند، يحطون رحالهم في ضيافة قيادة المملكة العربية السعودية تستقبلهم بالرياحين والورود والقهوة العربية؛
وتحملهم وتفوجهم نحو الأماكن المقدسة والمزارات منها زيارة متحف غار حراء الثقافي حيث متحف القرآن الكريم الوحي، وزيارة مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة حيث حياكة الحرير المذهب لتزيين جدران الكعبة المشرفة بأحدث الأجهزة والاليات/ومن أهم ما تم استحداثه خلال هذا العهد الزاهر توفير ماكينة (تاجيما )، وماكينة الجاكاراد والتي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة، حيث تتم هذه العملية بواسطة الفريق الفني المختص من الكادر السعودي وباستخدام التقنيات الحديثة..!
الرسالة الأهم لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الجسر الحضاري والثقافي الذي تشيده السعودية بدورها الريادي في قيادة الأمة الإسلامية نحو شعوب تلك البلاد والاصقاع حيث تجمعهم، ولما يزيد عن الاسبوعين بين المشاعر المقدسة والحوارات الحضارية والمعرفية المفتوحة بين هموم أفريقيا وتطلعات آسيا وآمال أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا، جميعهم يلهجون للسعودية وقيادتها بالامن والاستقرار والتقدم والشكر على خدمة الكعبة المشرفة وقاصديها..!
وبالمجمل يمكن القول ان موسم الحج لهذا العام في ما يلي حجيج السودان قد شهد تقدما ملحوظا في تقديم الخدمات والسكن والترحيل رصدناه من خلال تواجدنا واستطلاعاتنا الميدانية بين الحجاج، وما كان ذلك ليتحقق لولا التأسيس المبكر للدكتور عمر بخيت وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق والتنسيق المحكم من قبل السفير السعودي بالسودان علي حسن بن جعفر ومتابعة وتنفيذ الأستاذ سامي الرشيد مدير الحج والعمرة وطاقمه ممثلا في المندوب المقيم الدكتور عبدالعزيز الصادق ، فقد مضى الوزير ولكن ترك أثره الطيب وغرسه المبارك يأتي أكله في كل حين ، ولجميع هؤلاء قادة التغيير في مسار رحلة نجاح الحجيج لمثلهم ترفع القبعات وتنحني الهامات تقديرا واجلالا..!


