كم هو فتية اهل الكهف المؤرخ ذكريا الفصيح يجيب مع الآيات

لم يتفق المؤرخون السريان على عدد فتية الكهف وأسمائهم. ذكر المؤرخ زكريا الفصيح ما يلي: «وهذه أسماء الفتية السبعة الذين هربوا (من أمام وجه داقيوس): اكليديس وديمدس، واوكنيس، واسطيفانس، وفريطيس، وسبطيس وقرياقوس، ولكنه يقول بعدها: «وقد أقاموا صديقهم ديونيسيوس الشاب الحكيم السريع الجريء وكيلاً عنهم». فبينما أهمل زكريا اسم (ديونيسيوس) في النص السابق عاد ليذكره ضمن لوحة الرصاص التي وجدت على باب الكهف حيث يعدد الأسماء كالتالي: «اكليديس وديونيسيوس واوكنيس واسطيفانس وفريطيس وسبطيس وقرياقس» ومن الواضح هنا أنَّ اسم ديونيسيوس حلَّ محل اسم ديمديس ولعل هذين الإسمين هما لشخص واحد.
أما الراهب الزوقنيني (توفي سنة 775 م) فيبدأ القصة بقوله: «فصل من قصة الفتية الثمانية من أفسس وهم: مكسيمليانس، ويمليخا، ومرطلوس، وديونيسيوس، ويؤانس، وسرافيون، واكسوسطدينوس، وانطونينوس الشهداء أبناء نبلاء أفسس»، أما مار يعقوب السروجي فلا يذكر عددهم ولا أسماءهم سوى اسمين وهما (يمليخا) حيث يقول على لسانه: «أجاب أحدهم واسمه يمليخا وهو فتى شجاع، وقال: أنا أنزل إلى أفسس وأسترق الخبر، فأجابه رفاقه إذن اشترِ لنا خبزاً لنأكل»، والثاني هو اسم (مرطولوس) حيث يقول: «أجاب أحدهم واسمه مرطولوس وقال لأخوته: لديَّ عملة (دراهم) أخذتها معي عندما خرجت إلى ههنا، فيأخذ منها يمليخا ويشتري لنا طعاماً. وفي استجواب الوالي ليمليخا يقول: وسأله حالاً عن أسماء رفاقه فسرد الفتى أمامه أسماء سائر أخوته وعددهم، وكيفية هروبهم ومكان اختفائهم».
أما عالم اللاهوت والفيلسوف ابن العبري (توفى 1286) الذي عاش في أواخر العصر العباسي فيقول: «في أيام داقيوس الملك هرب الفتية السبعة من أفسس واختفوا في كهف» ويقول في موضع آخر: «وفي هذا الزمن.. بُعث من بين الأموات الفتية السبعة من أفسس الذين كانوا قد هربوا في اضطهاد داقيوس واختفوا بكهف بأحد الجبال»، ثم يسرد ابن العبري قصتهم بالتفصيل ويسمي الفتى الذي ذهب إلى المدينة لشراء الطعام باسم (ديونوس).
فعدد أهل الكهف إذن بحسب الروايات السريانية سبعة أو ثمانية، وأسماؤهم مختلف فيها كذلك. ولعل هذا الإختلاف هو بسبب أسمائهم اليونانية، فسردها النساخ السريان وحرفوا بعضها، ويميل المؤرخون اليوم إلى الأخذ برأي القائلين أنهم كانوا سبعة، كما ثبتت الروايات اللاتينية واليونانية.
﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ٩﴾ [الكهف:9] أي هل تظن يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ; أي ليسوا بعجب من آياتنا، بل في آياتنا ما هو أعجب من خبرهم.
﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ١٠ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ١١ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ١٢ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ١٣ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ١٤ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ١٥ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ١٦ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ١٧ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ١٨ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ١٩ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ٢٠ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ٢١ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ٢٢ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ٢٥ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ٢٦﴾ [الكهف:10–26]