السودان .. ترحيب كامل لوقف اطلاق النار في غزة

الخرطوم – فجر السودان
رحّب السودان باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم توقيعه الخميس بمدينة شرم الشيخ، وأكد بيانان صادران من مجلس السيادة، ووزارة الخارجية السودانية، أن الاتفاق خطوة مهمة نحو إنهاء المأساة الإنسانية في القطاع وفتح الطريق أمام سلام دائم يعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وأشاد البيانان بالجهود التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى هذا الاتفاق، مجددين دعم السودان لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وكانت الأزمة السودانية قد احتلت المرتبة الثانية في مداولات الجمعية العامة في دورتها الثمانين خلف القضية الفلسطينية وتداعيات الحرب على غزة، ويجمع مراقبون على أن الموقف السوداني يأتي في توقيت دقيق يعكس حرص الخرطوم على تثبيت حضورها الإقليمي رغم ما تعانيه منذ نحو ثلاث سنوات من تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية فرضتها عليها الحرب التي أشعلت ثقابها ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، ويُقرأُ ترحيب السودان باتفاق وقف إطلاق النار في غزة بوصفه إظهاراً حقيقياً لاستقلالية القرار السوداني، وبلورة مساعٍ دبلوماسية تحاول من خلالها الخرطوم أن تستعيد ثقة الأطراف الإقليمية والدولية في دورها السياسي المتوازن.
ويرى مراقبون أن الموقف السوداني من اتفاق غزة يعكس رغبة الحكومة في استعادة أدوارها الخارجية، واستثمار الزخم الإقليمي لإيجاد مسارات دعم جديدة لقضيتها الداخلية، فالتقارب مع وسطاء مثل مصر وقطر والولايات المتحدة بالإضافة إلى تركيا يتيح للسودان فرصاً لتعزيز حضوره الدبلوماسي وتوسيع دائرة التحالفات التي قد تُسهم في تهيئة بيئة أكثر إيجابية لمعالجة أزمته، خاصةً وأن بعض الأصوات بالداخل بدأت تطالب بتوسيع مظلة الوساطة بشأن الحرب ليشمل الآلية التي توصلت إلى وقف إطلاق النار في غزة والمتمثلة في قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية ليضاف إليها كلٌّ من تركيا والمملكة العربية السعودية، بحيث تكون الآلية الجديدة بديلاً عن الآلية الرباعية المرفوضة من قبل الحكومة السودانية نسبة لوجود الإمارات الضالعة والمؤججة لنار الحرب في السودان، فتوسيع مظلة الوساطة بإشراك قوى إقليمية مؤثرة قد يحقق توازنًا أكبر في العملية التفاوضية، رغم تحذيرات البعض من أن تعدد الوسطاء قد يعقّد المسارات ما لم يُدار ضمن إطار منسق وموحّد.