مقالات

ياسر الخزين يكتب  :  مساحة ود لقائد فذ

 

الشعور عند الكتابة عن قائد مثله كالشعور بين الجمال والجلال فالأول شعور ممتع يتخلله إعجاب وانجذاب غير مصحوب بخوف أو فزع والثاني شعور ممتع لكنه ممتزج بالرهبة والشعور بعظمة من تجلس عنده أو تقف أمامه كالوقوف أمام مبني معماري جميل والوقوف أمام إهرامات البجراوية فالأول شعور بالجمال والثاني بالجلال

أكتب عن أخي سعادة اللواء ركن حمدان بحيث لايسعني أن أري الحروف تبكي علي الورقة عن رجل جسد معاني القيم الإنسانية الخالدة فهو يشبه الزهرة العطرة التي لا يمكن لها أن تحجب عطرها عن الآخرين والبلبل الغريد الذي يطلق أنغامه هنا وهناك دون حساب فيشنف الأذان ويطرب المسامع دون مقابل عرفته عن قرب يطمح دائما للأفضل محبا للناس لا تعرف الكراهية أو الحقد أو البغضاء طريقا إلي قلبه إلي حد المبالغة في الكرم أحيانا فأسعد لحظات حياته عندما يتحلق حوله الأصدقاء فيطلعهم علي آخر مستجدات معركة الكرامة ويطمئنهم علي الإستعدادات ويزف لهم بشريات الإنتصارات

أكرمني الأخ اللواء ركن حمدان بأن منحني شرف المشاركة لجانب القوات المسلحة بالمصادقة وإجازة مبادرتي كرئيس للغرفة الإعلامية لدحض الشائعات بالمقاومة الشعبية المسلحة بمحلية المتمة والتي تعد الغرفة الوحيدة بالمقاومة الشعبية علي مستوي السودان بالشراكة مع شعبة التوجيه المعنوي بالفرقة الثالثة مشاة برئاسة الرائد الدكتور هشام الشيخ العوض لتكون نواة ضمن تكامل الدور الإعلامي بين المدني والعسكري ليثري التفاعل الفكري والإعلامي في حرب الكرامة لنقوم بالتجديف معا تحت إشرافه في القارب نفسه في بحر التطوير الإعلامي وفق مفاهيم جديدة ورؤي حديثة برعاية كريمة من الأستاذ حمد حسن علي حسن كشئ غير مسبوق ولا متبوع في مجال الإعلام ونحن نسترشد بملاحظات سعادتو حمدان القيمة التي فتحت لنا آفاقا من أبواب الحوار العلمي والتوافق الفكري مما أضاف للفكرة أعلاما من الإعلاميين وزادها ألقا وتوهجا ممن إستفدنا من خبراتهم وأهلنا معهم كوادر إعلامية كانت لنا عونا في إيصال رسالتنا بصورة أيسر وأوسع.يمضي وأركانحربه في إعداد المقاتلين كعروة بن الورد بن زيد العبسي الغطفاني يمضي في ظمأ الشعر ليحسو قراح الماء والماء بارد فتنبت القوافي إنه البطل حمدان الذي عامل الجميع بأخوة وابوة تليق بكرم روحه فعاملوه كما يليق وبادلوه حبا بحب ووفاء بوفاء وبقي حمدان هو نفسه الكريم الذي نافس حاتم الطائي في مجده المخلد رمزا للكرم يحنو علي مريضهم ويرحم مسنهم ويساعد ضعيفهم ويعيد تأهيل الجميع مجاهدا في سبيل الله والوطن ومنافحا عن القوات المسلحة

في آفاق أزيز الطائرات ودوي المدافع وقعقعة السلاح وضجيج التسجيلات وتصريحات ذوي الشأن وتراقص مشاهد وألوان مانشيتات الصحف والمجلات ونشرات الأخبار وتحليلات الحوادث وسلوك الأحداث لم تثنه الشائعات ذات الغرض والمرض عن أداء دوره إذ لم تلن له قناة أو تثبط همة أو تهن إرادة أو يفتر عزم رغم المكائد والدسائس وسيتحدث التاريخ ويحفظ في أسفاره ويدون في صفحاته أنه ما من فرقة عسكرية كافحت وناضلت وجاهدت وأمدت وشونت بالعتاد الحربي والمؤن الغذائية والمقاتلين والكوادر الطبية لكافة المتحركات مثل شندي الشماء قيادة الفرقة الثالثة مشاة في ظل قيادة سعادتو حمدان عبدالقادر سنة الحياة أن نكون في رحيل دائم درجت القوات المسلحة كعمل روتيني علي ترقيات وتنقلات وإحالات للتقاعد وفق أسس محددة ولوائح منظمة كان لنا موعد مع مرارة الصدمة نتيجة شرط قدري صارم يندفع ضد المشاعر والعواطف الإنسانية نحن من عاشرنا الأخ سعادة اللواء ركن حمدان عبدالقادر وعرفناه عن قرب نقله لإدارة الشرطة العسكرية التي تمثل الضبط والربط بالجيش مما يدحض الشائعات ويؤكد ثقة القيادة العليا للقوات المسلحة فيه مثلنا نحن من نري فيه ذواتنا

نبارك للأخ اللواء ركن حمدان موقعه الجديد كما نهنئ الأخ سعادة اللواء ركن شمس الدين تسنمه قيادة الفرقة ونعده بأن نظل داعمين له بذات القدر الذي كان مع سعادتو حمدان ونسأل الله أن يكون خير خلف لخير سلف في ظل هذه الهوة الكبيرة بين الفكرة والواقع لوطن أثخنته الحرب والإفرازات السالبة لنعول بعد الله علي قواتنا المسلحة والنظامية الأخري والمساندة ثم الوعي والتبصير بالمواطنة والإنتماء لوطن إسمه (السودان) الذي أصبح ضرورة ملحة في وجود العصبيات بمختلف مسمياتها(جهوية ، عنصرية ، قبلية) التي تتنازع الدولة ولاتؤمن بالمساواة السياسية والقانونية بين المواطنين وتتصارع علي الغنيمة من جهة وتتلاعب بالقانون من جهة أخري لتبقي في مواجهة الوعي (الشوري) بالنسبة لفهمنا و(الديمقراطي) وفق الرؤية العلمانية وما الإصرار علي توافقية الديمقراطية إلا إعتراف بأولوية تلك العصبيات التي تسعي دائما للتسلط وحصر الهوية والحؤول دون رأي فرد أو إنشقاق معلن يخالفها وترفع الخلافات مع الجماعات الأخري إلي مستوي وجودي والتعدي المستمر علي الفضاءات العامة والمشتركة حتي صارت النقابات ملحقات للأطراف المتنازعة فالأحزاب تهشمت تاركة المجال ومفسحة له لكتل إستعارت أسماء حزبية وأضحي الكثير من وسائل الإعلام أدواتا للتعبئة وشيطنة الآخر المختلف والتحريض ضده لأجل كل ذلك أطرح مبادرة تفويض قواتنا المسلحة حتي يستتب الأمن ويعم السلام وتتهيأ البيئة الخصبة للعمل السياسي وقيام الإنتخابات أما قبل ذلك فالضرب بيد من حديد علي أيدي كل من تسول له نفسه العبث بأمن وسيادة البلاد

شكرا أخي سعادة اللواء ركن حمدان عبدالقادر داؤود ويوم شكرك مايجي وهذا جهد المقل وأدني مساهمة تعبيرا عن وفائنا لكم أهل العطاء مع تمنياتي لأخي سعادة اللواء ركن شمس الدين بالتوفيق والسداد

وكلنا جيش

لواء معاش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى