غادة على محمد تكتب : بين المد والجزر

غادة على محمد تكتب : بين المد والجزر
كيف لي أن أكتب عنك وأنت في أعماقي إحساسٌ وفكرةٌ تتجاوز كل الكلمات؟ كأنك شمسٌ في مدار روحي، لا تغرب أبدًا، بل تشرق بنور يصارع الظلام ودفء يذيب جمود العالم، لتسكن أفق قلبي للأبد.
أنت نسمة هواءٍ تسرقني من عالمي، وكأنني في كل نفسٍ أستعيد جزءًا منك وأفقد آخر، وكأنك الحياة التي تكتمل بتفاصيلها داخلي.
في وجودك، أنت لوحةٌ معلّقة بين السماء والأرض، تتراقص فيها الألوان بتناغمٍ لا يشبه الواقع، وكأن الكون ذاته يخلق لك فضاءً جديدًا لا ينتمي إلا إليك. أراك وأشعر أنني في حلمٍ يقظ؛ كل التفاصيل فيه تنبض بوضوحٍ يتجاوز حدود الإدراك.
وفي غيابك، يغدو العالم مسرحًا فارغًا؛ أراه، لكن لا يحرك في داخلي شيئًا، فأشعر وكأنني غريب لا أنتمي إليه. المسافات التي تفصل بيننا ليست سوى خيوط عنكبوت، تحكم قبضتها على روحي، لتربطني بك رغم الغياب. كأنك شجرةٌ أزلية جذورها ممتدة في أعماق قلبي؛ لا تهزها الرياح، ولا يقتلها الحرمان، بل تُزهر دائمًا بشوقٍ لا ينتهي.
أنت أكثر من إنسان؛ أنت معجزةٌ تستحق سجود العقل قبل القلب.
أنت كالشفق، ذاك الحد الفاصل بين النور والظلام، حيث يصبح المستحيل ممكنًا، وحيث تختلط الحكايات بالحقائق لتنسج وجودك الذي لا يدركه سوى الخيال.
أشتاقك كاشتياق القمر لسطح البحر حين يعكس ضوءه بهدوءٍ في قلب الليل. أحنّ إليك كحنين الموجة للشاطئ؛ تعرف أنها ستعود إليه، لكنها تخشى الفاصل بين المد والجزر.
يا من تجسّد فلسفة الوجود ذاته، أحبك بقدر ما يعجز الكون عن استيعاب هذه الكلمة، وأشتاقك بقدر ما يمتد الخيال لعالمٍ بلا نهاية.



