في ايامنا… تلك الأيام مراحل الدراسة الثانوي… الجامعة… سيرة ومسيرة رحلة ثقافة وعصارة جهد ممزوجة احيانا بطعم الحسرة تارة بطعم الزهو والانتصار كلن على ليلاه يغني وهي اجتهادات شخصية في بناء الذات وتدريب النفس على الصبر في نيل الثقافة والعلم ومن ثم اكتساب مهارة التفنن والإفادة من كل ما تلقاه الإنسان خلال رحلته في هذه الحياة… ومن ثم اكتسبنا جرعات التنوير المعرفي من مدارس مختلفة حيث كانت سير حياتنا نحو شمال الوادي العظيم وهي رحلة الناس في الجنوب أعني جنوب الوادي حيث تشكلت ملامح الثقافة المصرية داخل الوجدان السوداني وتدرجت هذه البذرة لتنمو حتى يقال هذا اسلوب مصري بحت.
وهي رؤية ومدرسة في كتابات عمالقة الادب المصري وسلم تعليمهم الراقي حتى اسلوب الكتابة النقدية والادبية والسياسية في كلن منها نكهة تختلف عن الأخرى وعصارتها الإنسان والحياة اليومية والتاريخ حتى في سلوك الإنسان وممارسته للحياة اليومية بشكل واضح.
وعادة ما ارتبطنا بهذا المفهوم وهذه الثقافة من جيل بداية الثمانينات وحتى جيل التسعينات قبل الغزو الفكري الذي اجتاح كل الأجيال وكان هذا حواري مع العم طلبة من سوهاج في ميدان العتبة الشهير.
وفي الفجالة حيث كانت رائحة أوراق الراقي نبيل فاروق الذي ترك اثراََ في نفوسنا لن تمحوه الايام يتضح لك بما لا يدع مجال للشك ان النكهة المصرية والثقافة المصرية حاضرة في وجدان الناس الي يوم الدين وهذا من طبيعة الاشياء والظروف المحيطة بنا من كل اتجاه وعلاقات التاريخ والتلاحم المصيري المشترك وقواسم هنا وهناك تزداد يومياََ في ارتباطها الوثيق .
وعلى روايات وقصص ذلك الصعيدي الذي اسمعته حكايات الريس حفني وهو يدندن بأغنيه الشهيرة ( انت مين ) وفي هذه الأغنية يلوم المغني صديقه الذي تنكر له وهو ذات المغني الذي قدم اغنية شفيقة ومتولي الشهيرة فقال لي ايه الجمال دا ياعم .
وحتى حين كان سائق الأوبر قادم من الإسكندرية عبر طريقها الصحراوي المؤدي الي القاهرة تفاجأ بحديثي عن أحياء الإسكندرية القديمة التي ذكرها الكاتب الكبير الراجل صلاح عيسى في كتابه ( رجال ريا وسكينة ) مثل اللبان ومينا البصل وسيدي جابر وحارة على بك الكبير و الابراهيمية وحتى سوق الخيط وزنقة الستات فكان يفتح فمه من هذه السردية العجيبة ثم قلت له ضاحكاََ ( لا تستغرب يافندم نحن أبناء بلد واحد )..
الحكايا لم تنتهي بعد…


