الشعب السوداني يعيش لحظة فارقة في تاريخه لحظة اختبارٍ ومصابرةٍ تتبعها مثابرةٌ لا تعرف التراجع ولا ترضى بالهزيمة فالمعركة التي يخوضها اليوم ليست مجرد صراعٍ عسكري بل هي معركة وجودٍ وكرامةٍ وهويةٍ في وجه العدوان والخذلان والتآمر.
لقد أثبت السودانيون في كل شبرٍ من أرضهم أنهم شعبٌ لا يُكسر وأنهم حين يقررون الصمود فإنهم يصمدون على هدى ويعيشون على يقين من مات منهم ارتقى شهيداً على طريق الحق ومن عاش منهم بقي حارساً للوطن مؤمناً بعدالة قضيته.
إنها أيامٌ ثقيلةٌ على القلوب لكنها عظيمةٌ في معناها ومآلها أيامٌ تُغربل فيها المواقف وتُكشف فيها النوايا وتُفرز فيها الصفوف فلا مكان فيها للمترددين ولا للمخذلين ولا للمتاجرين بالدماء.
النصر قادمٌ لا محالة لأنه وعدٌ لمن ثبت وصبر وتوكل على الله النصر لا يُمنح بل يُنتزع بإرادةٍ لا تلين وبعزيمةٍ لا تنكسر وبإيمانٍ لا يتزحزح.
على الشعب السوداني أن يواصل التماسك والاصطفاف خلف قيادته الوطنية وأن يترك الخلافات جانباً فالوطن أكبر من الجميع والمعركة لا تحتمل التشتت ولا المجاملة.
السودان اليوم يكتب تاريخه بدماء أبنائه وبصبر نسائه وبدعاء شيوخه وبعزيمة شبابه فليكن الوعي سلاحاً والصبر درعاً والوحدة طريقاً للنصر الذي يلوح في الأفق قريباً بإذن الله.
