دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : المابتلحقوا جدعوا… حين يتحول العجز إلى استعراض فارغ

ما تفعله مليشيا الدعم السريع المنهارة ليس إلا محاولة يائسة لإثبات وجود يتلاشى أمام ضربات الجيش السوداني الباسل ومن يقف معه من أبناء الوطن الأوفياء تضرب بطائرات مسيرة بعيدة المدى وكأنها تقول نحن ما زلنا هنا بينما الحقيقة أن الأرض لفظتها والناس رفضتها والتاريخ دون سقوطها في سجلات العار.

المابتلحقوا جدعوا هكذا يقول المثل الشعبي وهكذا تتصرف المليشيا في لحظة انكشافها تحاول تعويض النقص بالعنف وتغطية العجز بالصخب وهو ما يسميه علماء النفس بالتجاوز التعويضي حين تتضخم مشاعر الدونية وتتحول إلى سلوك عدواني أعمى لكنها تنسى أن الشعب السوداني ليس هشاًولا قابلاً للكسر فقد صقلته المحن وعلّمته الصبر وعاش في أحلك الظروف مرفوع الرأس عالي الهامة موفور الكرامة يدرك أن الجريمة ليست في خوض حرب يمكن تفاديها بل في التخاذل عن خوض حرب لا يمكن تفاديها.

العودة إلى الصواب ليست هزيمة بل نجاة فدماء الأبرياء لا يجب أن تكون وقوداً لمعارك عبثية ومحرقة القبائل لا يجب أن تكون ثمناً لطموحات مريضة آن للمليشيا أن تنسحب من وهمها وتكف عن جر البلاد إلى الهاوية فالسودان باقٍ والمجرمون زائلون.