
قراءات صحفية
وطني يأتلق النيل في مسراك
والرجال يمضون فداك
يترجلون لتضئ بدرا في سماك
هو قدر القوات المسلحة الذي إرتضته أن تكون درعا لهذا الوطن تفتديه بكل
غال ونفيس ..
وتسرج خيولها للشهادة
صباحا ومساء
وأسيافهالماتعد لغمادها
والدروع والبنادق
مشرعة في وجه كل
خائن وعميل ..
وبيعة الجندية ذلك القسم المبرور بذلا لأجل الواجب حتي ولو كان مهر العزة النفوس ..
وبالإمس كان للقوات المسلحة مع الشهادةموعد جديد وأي موعد .. !!
وهي تستعرض صفها في سخااااء .. وتختار أعز أبنائها ليكون كلمتهاالناجزة
في مقامات الشهود ..
وأستوى علي سدة عرش الشهداء حمزة مجددا
سير البطولةوالفداء ..
ودعنا الفارس المفدى
قائد العمل الخاص ورجل
المهام الصعبة ..
الشهيد العقيد الركن زكريا
شرف الدين موسي نوح
جمعتنا الكلية الحربية السودانية منتصف تسعينيات القرن الماضي ضمن الدفعة (٤٦) وكان هو القادم من مدينة الحديد والنار (عطبرة) بكل شموخ أهلها الأوفياء وجينات
البسالة والشهامة والجسارة والشرف الباذخ فكان خير ترجمان و سفير ..
ثم مضت بنا سفينة الأيام ضباطا نخطو درج الجندية في عرين الشرقية ( أم شوتال) متنقلين بين وحداتها ومن بعد تبدلت بنا الأحوال وتعاورتنا الأحداث وتفرقت بنا السبل في فضاء القوات المسلحة الفسيح بطول الوطن وعرضه لنلتقي مرة أخرى في رحاب الإدارة العامة للتوجيه المعنوي .. وفي كل مكان وموقع كان هو
هولاتبدله المواقف ولا
المناصب والرتب..
بقامته المديدة
نبيلا طم علي حميد
الخصال فحواها
بين جنبيه ..
وكان في ثريات الخير
منزلة تكلفنا العروج
وتتقاصر دونها الأنفاس
هاشا باشا وكأنه خريف تغش صحراء حرها لافح وجوفها محروق
كالغيمة تظلل وتحمل
الرجاء بالطل النافع
وكان أصلبنا عودا
قويا في تواضع
شجاعا جسورا
طيب المعشر
بسام المحيا
طوال المسيرة ورفقة الدرب ماوجدناه عابسا
أو مكفهرا قط .. !!
صوته الوقور الجهور
لايخشى في الحق
لومة لائم ..
في معركة الكرامة والذكرى لا تزال أحداثها حية تسعى كان مقاتلا فذا وقائدا جسورا يدير المعارك ببصيرة نافذة
فيصنع الإنتصار ..
ولما كانت المعركة تنطوي
على أسلوب مغاير في المواجهة والقتال من المسافة صفر وسط المناطق المبنية
تفتقت عبقريته مجترحا
طريقاجديدا ومسلكا
للقتال قاده بنفسه وسط الجنودكتفابكتف
فحاز عن جدارة السبق
العظيم في إنتهاج
أسلوب العمل العدائي
الخاص وتجلت عصارة
تجربته الثرة في التدريب
والتخطيط والقيادة
والقتال فكان له القدح
المعلى في إنتصارات
الخرطوم الكبرى وفك الحصار عن منطقة أمدرمان
العسكرية وسلاح
المهندسين وحواري المدينة
وأزقتها العتيقة وتطهير
الإذاعة السودانية وهو
أول من صدح بصيحة
النصر مقتحما هنا
أمدرمان ..
من مثله زكريا .. ؟ !!
عاش ونفسه لا تكره الموت
وجسده لا يخشى
الجراح ،أصيب لأكثر من
مرةوماإن يتماثل للشفاء
حتي يعود مجددا للميدان
حتي لقي ربه شهيدا هناك
علي ثرى كرفان ..
سعى للشهادة
بصدق فنالها
رحل وكنا ندخره
للنائبات ويوم كريهة
وسداد ثغر ..
مضى زكريا كالبدر
في العلياء
ومن صهوتها ترجل
لكنه سيبقى في ذاكرة الوطن يمنحنا العز
تاجا من درر
مضى زكريا
وألقى رحله ثم أرتحل
ليرسم ملامح
الخلود ..
ولسان حاله يهتف :
وأنا الذي بعد أحتكامي
للرصالةلم أمت
مات الرصاص
علي دمي
لفوه في ثوب الكفن
دفنوه في رمل الوطن
لكنني غادرت جرحي
للأعالي ..
حيث فجر من ورود
في إنتظار القادمين علي الطريق ..
وستمضي جحافل القوات المسلحة نحو النصر سنابك خيلها تتوقد كالنيران وهي تزداد عطاء وتجود بسخاء وشعارها الموت يوم الموت
فداء ..
اللهم تقبل شهادته
وأكرم وفادته
وأجعل البركة في ذريته
من بعده .. وألهمنا وإياهم الصبر الجميل
والله أكبر والعزة للسودان


