أخبار

الدلنج تتنفس

متابعات : فجر السودان

شهدت مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان انفراجًا جزئيًا في أزمة الإمدادات، بعد أن بدأت السلع والبضائع بالتدفق إلى الأسواق المحلية عبر مسارات غير رسمية، وذلك عقب فترة طويلة من الانقطاع الكامل نتيجة الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع. هذا التحول في حركة السلع جاء بعد أزمة إنسانية خانقة، تسببت في نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وأدت إلى موجة نزوح واسعة شملت آلاف السكان الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الغذاء والدواء.

وفي تصريح أدلى به أحد التجار العاملين في سوق المدينة لمراسل “دارفور24″، أفاد بأن مجموعات محلية بدأت في تهريب السلع إلى داخل المدينة باستخدام الدواب، انطلاقًا من مناطق محيطة بالدلنج، حيث تسلك طرقًا وعرة تمر عبر الفرشاية وشق البفروت وغرب السنجكاية الواقعة شمال المدينة. وأوضح أن هذه المجموعات تتجنب الكشف عن تفاصيل الطرق التي تستخدمها خشية أن يتم إغلاقها أو استهدافها، مشيرًا إلى أن عمليات التهريب تتم بعلم الاستخبارات العسكرية، التي لا تعترض هذه التحركات أو تمنع دخول البضائع إلى المدينة.

وقد أسهم هذا التدفق المحدود للسلع في إحداث تراجع ملموس في أسعار عدد من المواد الأساسية، حيث انخفض سعر رطل الزيت إلى 12 ألف جنيه بعد أن كان يُباع سابقًا بـ20 ألف جنيه، كما تراجع سعر ملوة اللوبيا إلى 15 ألف جنيه مقارنة بـ80 ألفًا في ذروة الأزمة. كذلك شهد جوال الدقيق انخفاضًا كبيرًا من 45 ألف جنيه إلى 15 ألفًا، في حين تراجع سعر السكر إلى 16 ألف جنيه بعد أن بلغ 40 ألفًا في وقت سابق.

ويُعد هذا الانخفاض في الأسعار نتيجة مباشرة لتوفر السلع بعد أشهر من الارتفاع الحاد الذي ضرب الأسواق المحلية، وجعل كثيرًا من الأسر عاجزة عن تأمين احتياجاتها اليومية، في ظل الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المدينة، وما ترتب عليه من شلل شبه كامل في حركة الإمدادات الرسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى