شمس الدين حاج بخيت يكتب : سقوط أخلاقي وارتزاق !!
في زمنٍ مقلوب، يصبح “التسول والارتزاق بوابة للتسلق عبر بوابات ودروب المسؤلين ، ويغدو الانحراف سُلّمًا نحو البطولات المجتمعية. وفي قلب هذه الصورة الباهتة، تبرز شخصيات تُدعى البطولة والجھاد وانھا من شاركت في حرب الكرامة وتحرير الجزيرة وترتدي شرف القوات المسلحة والاجھزة الامنية دون وجھ حق ودون مساءلة!!! ولا زالت رغم انتھاء المعركة داخل ولاية الجزيرة والجميع يتجھ نحو الاعمار الا ان ھؤلاء يتجھون للتملق والارتزاق.. مثال صارخ على العبث الذي يُمارس باسم القوات الامنية و”العمل الإنساني” ويعكس حجم الخلل الذي أصاب معاييرنا الجماعية في التقييم والمحاسبة.
قبل أن يصبح ھؤلاء “ابطال مبادرات”، يعرفھم الناس واھل مدني جيدا بانھم ليس الا متسلقين ويلھثون نحو الارتزاق والتقرب لاصحاب مطبق القرار و على بوابات الوزارات يلھثون ياكلون السحت في بطونھم!!!
و تلك لحظات سقوط اخلاقي دنيئ…ويعمل ھؤلاء الان بصورة فاضحة على التقرب من قيادة الولاية والقائد العام للقوات المسلحة بتمجيدھم وابراز صورھم على الشوارع العامة والمؤسسات دون ان يوقفھم احد او يردعھم مسؤول !!!
وعبر بوابات “الإغاثة” والعمل الانساني تسلق ھؤلاء بھدف “خدمة المجتمع”، وھدف اخر اكثر خباثة للوصول الي المشهد الإعلامي كأنهم ابطالا فينبري لھم بعض الزملاء صاحبي وصاحبك تمجيدا وتبشيرا بصورة قحة وقبيحة
وما يُثير الحيرة ليس فقط هذا التحول المسرحي، بل أن قطاعاً واسعاً من الإعلام والمجتمع بدأ يتعامل معهم كـ”شخصيات عامة محترمة”!!!!! دون أن يسأل: من هھؤلاء؟ ومن اين اتوا ؟وماذا قدموا؟ وما الذي تغيّر غير ملابس الجيش التي يرتدونھا ليل نھار؟
إن من يعملون بصدق الان في المجال الإنساني والخدمي من شباب الجزيرة وشاباته الطاهرين، يعلمون أن طريق العمل الطوعي والخدمي ليس مسرحًا للترندات، والارتزاق بل ساحة عرقٍ وتضحية. فكيف نساوي بين هؤلاء، وبين من يقفزون من سلالم الارتزاق والتملق المبادرات، الان نطرح السؤال وبطريقة واضحة من ھؤلاء؟ والي متى الارتزاق والتملق باسم الاجھزة الامنية؟ ولماذا يظلوا يتحركون دون مساءلة او ايقاف؟
الامر المؤسف أن ھؤلاء باتتوا يتحدون علنًا رموزية الدولة، ويختحمون مؤسساتھا السيادية،!!!!
ان العمل الطوعي والخدم ليس مسرحًا للغسيل الاجتماعي أما من يرتدون شرف الجيش ويستخدمون قضايا الناس ومآسي الفقراء كمنصة لغسل ماضيهم،والارتزاق فهم يرتكبون جريمة أخلاقية مزدوجة: بحق الوطن اولا والاجھزة الامنية، وبحق القيم التي يدّعون تمثيلها.
وإن قبول الدولة ومؤسساتھا بوجود مثل هذه الشخصيات دون مراقبة او محاسبة أو تدقيق، هو قبول ضمني بتزييف الوعي، وانهيار معايير الاحترام والمسؤولية العامة.
إن ما نراه من ھؤلاء ليس مجرد مشهد عابر، بل جزء من أزمة عميقة في مشهدنا العام، حيث يتم التلاعب بمفاهيم الشرف، والنضال، والخدمة، حتى يصبح كل من يصرخ أكثر، ويتملق أكثر، هو من يُصنّف ضمن “رموز المرحلة”.
إذا كنتم تسألون لماذا ضاعت القيم، فانظروا إلى مثل هذه النماذج التي صعدت بلا أساس، وتحدت الجميع بلا استحياء.
.عجبي