المفاجأة التي اربكت حسابات المليشيا في الفاشر ( تفاصيل مدهشة )

دكتور / جاد الله فضل المولى
– في ساعات الفجر الأولى، وتحت غطاء ناري كثيف ومحاولات تمويه بالنيران العشوائية، دفعت مليشيات الجنجويد بأكبر كتلة هجومية منذ أشهر باتجاه المحور الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر، محاولةً إحداث اختراق صادم عبر حي الزهور وسوق المواشي. الهجوم اعتمد تكتيك “الضربة المشتتة” حيث حاولت المليشيا تشتيت الدفاعات بنيران هاونات مركزة وموجات بشرية غير نظامية من ثلاث جهات في وقتٍ متقارب.
– لكن المفاجأة كانت في كمين محكم من الفرقة السادسة مشاة المعززة بعناصر النخبة من القوة المشتركة، حيث تم جر القوة المهاجمة إلى مصيدة نارية مدروسة سلفاً، وُضعت بدقة عند تقاطعات الطرق الرملية المؤدية إلى محيط حي دار السلام. وحدات المشاة التكتيكية الثابتة أغلقت منافذ التسلل، بينما نفذت فرق الاقتحام ضربات خاطفة بمضادات الدروع المحمولة، مستهدفة العربات ذات الدفع الرباعي التي كانت تحمل قيادات الهجوم.
– معركة الأزقة تحولت إلى قتال تلاحمي دامٍ، أبدت فيه قوات الجيش تماسكا نادرا وحرفية عالية في إدارة النيران تحت الضغط. القوة الجوية التكتيكية التابعة لسلاح الطيران تدخلت عند الساعة 05:30 بتوقيت الميدان، ووجهت ضربة دقيقة لمواقع تجمّع خلفية كانت تستخدمها المليشيات كنقاط إسناد وإمداد.
– بحلول الساعة السابعة صباحاً، انهارت خطوط العدو وتراجعت باندفاعات فوضوية، لتبدأ وحدات التطهير في الفرقة السادسة و القوه المشتركه عملية تعقب واصطياد ناجحة لما تبقى من الجيوب المتخفية داخل المزارع والبيوت المهجورة في تخوم حي السريف.
– العملية أعادت رسم ملامح التفوق في معركة الفاشر، وأكدت أن صمود المدينة ليس مجرد دفاع، بل استعداد هجومي دائم يستنزف العدو في كل جولة. الفرقة السادسة و القوه المشتركه لم تكتف بالرد، بل بعثت برسالة مفادها: “الفاشر عصيّة.. والهجوم على بواباتها يعني الانتحار العسكري”.



