طلعة جوية في وجه العاصفة
تقرير : دكتور : جاد الله فضل

كيف أنقذ اللواء طيار طلال العركي السودان من السقوط؟.في لحظة كانت البلاد فيها على شفا الانهيار،حين تلبدت سماءالسودان بالغيوم السياسية والعسكرية وبدت العاصمة وكأنها على وشك أن تُختطف، خرج رجل من رحم المؤسسة العسكرية ليكتب اسمه في سجل الخالدين.إنه العركي، صاحب أهم طلعة جوية في تاريخ السودان المعاصر، والتي غيّرت مجرى الأحداث في لحظة فارقة.
في أحلك ساعات الوطن، حين ظنت مليشيات الدعم السريع أنها أحكمت قبضتها، على مفاصل الدولة قرر اللواء طلال أن لا يترك السماء للعدو.رغم الأعطال التي أُبلغ بها مسبقاً في الطائرة الحربية ورغم المخاطر المحيطة، ربط الجأش، واستعان بالله، ووضع كفنه على راحة يده، ثم أقلع من المطار الحربي في طلعة جوية ستُروى للأجيال.
لم تكن مجرد طلعة جوية، بل كانت ضربة استباقية استراتيجية استهدفت مركز الاتصالات والسيطرة التابع مليشات الدعم السريع.في دقائق معدودة، دمّر اللواء طلال منظومات التشويش والتجسس الإسرائيلية.أجهزة التنصت والقيادة الإلكترونية. غرفة العمليات التي كانت تُدار منها المعركة.وبذلك، انهارت منظومة القيادة والسيطرةلدى المليشيا، وتبددت أوهامهم في القبض على القائد العام للقوات المسلحة خلال دقائق، كما كانوا يخططون.
اللواء طلال لم يكن مجرد طيّاراً يؤدي مهمة، بل كان رمزاً للبسالة والانضباط العسكري.تحمّل كامل المسؤوليةالوطنيةوالتاريخية واتخذ القرار في لحظة كان فيها التردد يعني السقوط.طلعتُه لم تُنقذ فقط القيادة، بل أنقذت السودان من الوقوع في قبضة الفوضى، ورفعت الروح المعنوية لشعب بأكمله كان يتوق إلى بارقة أمل.
في تاريخ الأمم، هناك لحظات تصنع الفارق، وهناك رجال يصنعون التاريخ.طلعة اللواء العركي لم تكن مجرد مهمة عسكرية، بل كانت إعلاناً بأن السودان لا يُؤخذ غدراً، ولا يُدار بالقوة، ولا يُركع ما دام فيه رجالٌ كهذا القائد.لقد كتب اسمه في سماءالسودان لا كطيّار،بل كمنقذ في لحظة كانت البلاد فيها على المحك. حفظ الله السودان وشعبه.
 
				 
					


