تقارير

الشهيد اللواء ركن مهندس إيهاب محمد يوسف الطيب: سيرة بطل في ميدان الشرف

دكتور : جاد الله فضل المولى

 

 

في تاريخ الأمم هناك أسماء تظل محفورة في الذاكرة، ليس لما حققوه من مناصب أو شهرة، بل لما تركوه من أثر خالد عبر أفعالهم ومواقفهم المشرفة. ومن هؤلاء الرجال اللواء ركن إيهاب أحمد يوسف، الذي جسّد خلال حياته العسكرية والإنسانية قيم الصدق والشجاعة والنقاء. فهو أحد أعمدة المؤسسة العسكرية، وواحد من أنبل رجال الدفعة(٤٠)، الذي سطّر ملحمة في ميادين النضال والعمل المهني والإنساني.

 

بصمات لا تُنسى في النظم والقيادة، فقد تدرّج في ميادين العطاء العسكري حتى أصبح رمزاً للتفوق في مجال نظم المعلومات والاتصالات العسكرية، مساهماً في تطوير الاتصالات بما عزز من قدرة القوات على إدارة المعارك بفعالية تامة. كما عُرف بقيادته الذكية لعمليات نوعية على جبهات القتال، حيث برع في التخطيط والتنفيذ، مما أكسبه احترام زملائه وثقة قيادته.

 

منذ اندلاع الحرب التي فجرتها مليشيات الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، وقف اللواء إيهاب مرابطاً بثبات بمنطقة بحري العسكرية/ سلاح الإشارة ، لا يكلّ ولا يلين، صوته جهور في الحق، وابتسامته لا تفارقه حتى في أحلك الظروف. حمل الحزن عن رفاقه، وكان دوماً بشوشاً، خفيف الروح، لطيف الحديث، يملك تلك القدرة العجيبة على رفع المعنويات ونشر الطمأنينة.

 

كان رجلاً تقياً، ورعاً، عفيف اللسان، طاهر البدن، سليم القلب، يعيش بروح مطمئنة ومبادئ صلبة. اختير لفريضة الحج في هذا العام، وكأنها بشارة، لكن سبق الأجل، فاختاره الله تعالى ضيفاً بجواره، في يوم مبارك من أيام ذي الحجة، خلال المعارك في محور الخوي، حيث ارتقى شهيداً مع ثلة من القادة الأطهار.

 

الشهيد إرث خالد في ذاكرة الوطن، فقدنال وسام الفداء بجدارة، ولم يكن مجرد ضابط يؤدي مهامه، بل كان قدوة في الوفاء والانضباط والتضحية. بخسارته فقد السودان قائداً كفؤاً، محترفاً، وملتزماً، ينبض قلبه بحب الوطن ورفاق السلاح. ألهم جنوده بالصبر، وغرس فيهم معاني الشجاعة والثبات، وترك خلفه سيرة تستحق أن تُروى للأجيال.

 

رحم الله الشهيد اللواءركن مهندس إيهاب محمد يوسف الطيب، وجعل الفردوس الأعلى مقامه. لقد مضى بجسده، لكن روحه ستظل حية في ضمير وطن لا ينسى أبناءه البررة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى