تقارير

حمزة عوض الله .. والكبرياء السوداني ..!؟

ناجي الكرشابي

 

في مقطع فيديو عفوي، خرج أستاذنا الإعلامي الكبير حمزة عوض الله ، ليقطر أسًى وألمًا، ويضع إصبعه على جرحٍ نازف في جسد السودان. بعد انهيار الهيبة ، وتحوّل بعض قياداته إلى مهرولين خلف أضواء الكاميرات، لا خلف القيم أو المواقف، وكأن الظهور الإعلامي أصبح الغاية، لا الوسيلة.

حمزة، بصوته العجيب وحنجرته الذهبية، وخبرته العميقة، تساءل بمرارة: ما الذي جرى لنا؟ ماذا دهانا؟ كيف صار بعض مسؤولينا السياسيين والتنفيذيين يتهافتون بطريقة مؤسفة للظهور مع مذيع قناة الجزيرة أحمد طه، مهما كان اسمه أو قناته؟ أي انحدار هذا الذي وصلنا إليه؟!

أستاذ : إنها روح الخنوع التي سرت في جسدنا السياسي والتنفيذي حتى وصلنا لحضيض الاستسهال، والضعف، وقلة التقدير الذاتي، من أولئك الذين يفترض أنهم يمثلون وجه السودان سياسيًا، شعبيًا، ورسميًا. فواحرُ قلباه! ،هل يعقل أن هذا هو الحال الذي وصلنا إليه؟!

في حديثه، أعاد حمزة التذكير بالعمالقة الذين شرفوا هذا الوطن كـ المحجوب، والترابي، ونقد، والصادق المهدي، والميرغني، وغيرهم من الأسماء التي كانت تُطلب، ولا تطلب. لم يكن هؤلاء بحاجة لكاميرا ترفعهم، بل كانت أفكارهم ومواقفهم هي ما رفعهم وسمّاهم في عيون الجميع، حتى وإن اختلفنا أو اتفقنا معهم.

لكن اليوم، ما نراه هو انكسار مريب في القيم. أزمة عميقة في احترام الذات، في تقدير المعنى الحقيقي للقيادة. إنها أزمة نخبٍ صغيرة تتسول الاحترام من منصات إعلامية، بدلًا من أن تصنع هذا الاحترام من داخل مؤسساتها.

حمزة، بكلماته الهادئة، لم يصرخ فينا، بل قالها ببساطة الواثق، وبمرارة من يعرف الفرق بين زمن الكبار وزماننا هذا الذي أصبح كالحًا وقبيحًا.

فهل نراجع أنفسنا؟

أم نواصل الانحدار نحو قاعٍ لا قرار له؟

فليعذرنا حمزة، ولْيلتمس لأجيالنا بعض العذر، فنحن في تيهٍ طويل، نبحث فيه عن “يوشع جديد” يشق لنا درب الخروج من هذا الواقع التافه.

فهل تُفلح أيامنا في إنجاب من يستحق أن يُتبع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى