
يمر السودان بمرحلة فارقة تحتاج إلى رؤية إستراتيجية واضحة تُحدد مسار المرحلة الانتقالية، وتُحقق أهداف الدولة على المستويين الوطني والدولي.نجاح رئيس الوزراء الجديد يعتمد على إجراءات تفصيلية تُرسّخ الحكم الراشد، تُحقق التنمية المستدامة، وتُعزز مكانة السودان دولياً.لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، فالتحديات ضخمة، والمواجهة تتطلب قرارات جريئة تُعيد ترتيب الدولة، وتحميها من الأزمات السياسية والاقتصادية. فما هي خارطة الطريق التي تضمن النجاح؟
١. استقرار سياسي يُرسّخ الشرعية ويمنع الفوضى:
* تشكيل حكومة انتقالية متوازنة تُراعي المصالح الوطنية علي رئيس الوزراء أن يعتمد على كفاءات وطنية بعيداً عن المحاصصة السياسية التي تُضعف الأداء الحكومي.
* إطلاق مشروع مصالحة وطنية يُعالج الانقسامات السياسية مع الأخذ في الاعتبار محاسبة كل من اجرم في حق الشعب السوداني(عدم الإفلات من العقاب، من أمن العقاب أساء الادب)، السودان يحتاج إلى توافق داخلي يُرسي الاستقرار، ويُحقق وحدة وطنية تُعزز ثقة الشعب في الحكومة.
* وضع دستور انتقالي يُحدد معالم الحكم الراشد أي نجاح سياسي يجب أن يكون مدعوماً بتشريعات تُنظم العلاقة بين السلطة والمواطنين، وتمنع أي تجاوزات.
* بدون استقرار سياسي، ستظل الحكومة عرضة للانقسامات والصراعات الداخلية، مما يُعرقل تنفيذ أي إصلاحات حقيقية.
٢. إصلاح اقتصادي يُحقق التنمية ويُعيد السودان إلى المسار الصحيح:
* مكافحة الفساد الاقتصادي واستعادة الأموال المنهوبة،لا يمكن تحقيق أي نهضة دون القضاء على الفساد الذي يُهدد موارد الدولة ويُعيق الاستثمار.
* تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي لتطوير القطاعات الإنتاجية، السودان بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية تُحفّز المستثمرين، وتُعزز التصنيع والزراعة كمحركات أساسية للنمو.
* عدم تصدير المواد الخام يجب أن يصنع ومن ثم تصديره.
* العمل علي تأسيس وتشيع مراكز للدراسات في كل القطاعات وتطويرها.
* إصلاح النظام المصرفي لتعزيز الاستقرار المالي ، تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة يحتاج إلى بنك مركزي قوي، وسياسات نقدية تُحافظ على استقرار العملة الوطنية.
* وضع الرجل المناسب في المكان المناسب الكفاءه.
* إطلاق مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية، إعادة بناء السودان يجب أن تعتمد على مشاريع ضخمة تُوفر فرص عمل، وتُحسّن حياة المواطنين، وتُعيد ترتيب أولويات التنمية.
* الإصلاح الاقتصادي هو المفتاح الحقيقي لضمان نجاح المرحلة الانتقالية واستعادة استقرار السودان على المدى البعيد.
٣. تعزيز الأمن القومي وضبط انتشار السلاح غير المقنن:
* حملات أمنية مشددة لإنهاء التهديدات الداخلية يجب أن تطبق إجراءات صارمة تُعيد ضبط الأوضاع الأمنية، وتمنع أي تهديد للفوضى والعنف.
* جمع الأسلحة غير القانونية ومنع تسربها، فرض الأمن يحتاج إلى سياسات فعالة تُنهي انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، وتحمي المواطنين من النزاعات المسلحة.
* إعادة تأهيل القوات النظامية لضمان كفاءة الدفاع الوطني، الجيش والأجهزة الأمنية يجب أن يكونا بعيدين عن التجاذبات السياسية، ويعملان على تأمين البلاد وفق استراتيجية وطنية واضحة مع ضمان توفير بيئةصالحة للعمل.
* تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب يجب علي السودان أن يبني شراكات أمنية قوية تُساعده في مواجهة التهديدات الإقليمية، وحماية حدوده من أي اختراقات.
* الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا عبر إجراءات حاسمة تُعيد فرض سلطة الدولة، وتحمي السودان من أي محاولات لتعطيل مسيرته نحو الاستقرار.
* فرض هيبة الدولة لاتتأتا لابتطبيق القانون علي الجميع مهما يكون موقعه اوظيفته.
٤. دور السودان في الساحة الدولية.. مع بناء علاقات قوية:
* تعزيز العلاقات الخارجية بما يخدم مصالح السودان ،يجب أن تُركز السياسة الخارجية على شراكات تُحقق التنمية، وتُعزز السيادة الوطنية بعيداً عن التدخلات السلبية،من الأهمية بمكان التعامل بندية.
* التوجه نحو دبلوماسية اقتصادية تُحقق الاستثمارات والتعاون التجاري،السودان بحاجة إلى فتح قنوات اقتصادية جديدة مع دول ذات تأثير عالمي مثل الصين ،تركيا، روسيا ،قطر،باكستان،الجزائر،الهند، تُساهم في تحسين الوضع الداخلي.
* تفعيل دور السودان في المنظمات الدولية والإقليمية،يجب السودان أن يُعيد ترسيخ مكانته في الاتحاد الإفريقي، الجامعة العربية، والمؤسسات الدولية لدعم استقراره السياسي والاقتصادي.
* العمل علي العلاقات الدولية وفق مصالح وعلي أن تكون متوازنه دون المساس بسيادة البلاد.
* إنهاء أي نفوذ خارجي يُهدد سيادة السودان وأي تدخلات تُحاول فرض أجندات سياسية أو اقتصادية يجب مواجهتها بحزم، مع تعزيز استقلالية القرار السوداني.
* نجاح السودان على المستوى الوطني يحتاج إلى دبلوماسية ذكية تُحقق المصالح الوطنية، وتُعزز مكانة السودان عالمياً.
المستقبل السوداني يعتمد على مدى قدرة القيادة الجديدة في تحقيق رؤية وطنية تُركز على الإصلاح، بعيداً عن الحسابات الضيقة والتجاذبات السياسية، وان يضع في الاعتبار أنه رئيس مجلس وزراءالسودان وليس رئيسياً لحزب بعينه. من الأهمية بمكان التواضع والشوري فمن تواضع لله رفعه وباب الشوري لم يخرب فالتواضع والشورى هما ركيزتان أساسيتان للحكم الرشيد ، فالقائد الذي يُنصت لشعبه،ويتخذ القرارات بعد مشورة الخبراء وأصحاب المصلحة، يكون أكثر قدرة على إدارة الدولة بحكمة وفعالية.
السودان يحتاج اليوم إلى قيادة تستوعب تحديات المرحلة، وتضع المصلحة العامة فوق الحسابات الشخصية والسياسية. وان يعمل جاهداً وبالتشاور لإنشاء هئية للانتخابات وقيام برلمان ومحكمة دستورية، لابد من استقلال القضاء وترسيخ مبدأ العدالة والحكم الرشيد. بناء لبنه لحكم دولة السودان مستقبلاً. إذا استطاع رئيس الوزراء أن يُرسّخ قيم الشورى والتواضع في أسلوب حكمه، فسيجد دعماً واسعاً من السودانيين، مما يُساعده في تحقيق إصلاحات جوهرية تنقل السودان نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.حفظ الله السودان وشعبه.
 
				 
					
