غادة على محمد تكتب : الصحة النفسية وأهميتها في عالم مضطرب

في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات متلاحقة، من حروب وأزمات اقتصادية، وضغوط معيشية وتقدم تكنولوجي متسارع، بات الحديث عن الصحة النفسية ضرورة لا ترفًا. إنها الأساس الذي يُبنى عليه التوازن الإنساني، وهي العنصر الحاسم في قدرة الإنسان على التكيف، واتخاذ القرار، ومواصلة الحياة بفاعلية رغم الصعوبات.
أولًا: تأثير الضغوط النفسية على الحياة اليومية
يتعرض الإنسان يوميًا لأنواع متعددة من الضغوط النفسية، سواء كانت ناتجة عن العمل، العلاقات، أو الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وتنعكس هذه الضغوط بشكل مباشر على سلوك الفرد وصحته الجسدية والعاطفية، ومن أبرز مظاهرها:
ضعف التركيز وقلة الإنتاجية.
توتر دائم وانفعالات زائدة تؤثر في العلاقات الشخصية.
أعراض جسدية مثل الصداع، اضطرابات المعدة، وألم في العضلات.
العزلة، أو اللجوء إلى سلوكيات تعويضية سلبية كالإدمان أو الإفراط في الأكل.
الإرهاق العاطفي والإحباط والشعور المستمر بالقلق.
ثانيًا: تأثير الحروب وفقدان الأحبة والاستقرار على النفس
في البيئات التي يسودها عدم الاستقرار أو النزاعات، تتفاقم معاناة الإنسان النفسية بشكل أكبر، إذ يعيش المصاب في ظل مشاعر مركبة من الخوف، والحزن، والقلق على المستقبل. ومن أبرز الآثار:
الصدمة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
الشعور بالاغتراب أو فقدان الانتماء.
اكتئاب ناتج عن فقدان الأشخاص أو الممتلكات أو الحلم بالحياة الآمنة.
مشاعر مزمنة من العجز وعدم السيطرة على مجريات الحياة.
ثالثًا: سبل تحسين الصحة النفسية في ظل التكنولوجيا والسرعة والأزمات
رغم التحديات، يمكن للفرد أن يسلك طريق التعافي أو التوازن النفسي من خلال مجموعة من السلوكيات والقرارات الواعية، منها:
تنظيم الوقت وتحديد الأولويات.
ممارسة الرياضة والنشاط البدني بانتظام.
تقليل التعرض المفرط للأخبار السلبية ومواقع التواصل.
العودة إلى الإيمان والقيم الروحية كمصدر للسلام الداخلي.
الحديث مع أشخاص موثوقين أو مختصين نفسيين.
إيجاد معنى للحياة، والتمسك بالأمل مهما اشتدت الأزمات.
ختامًا، إن الحفاظ على الصحة النفسية في زمن مليء بالتقلبات ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن وضروري. فحين نعتني بعقولنا وقلوبنا، نصبح أقدر على مواجهة التحديات، وبناء حياة متزنة رغم كل شيء.



