
حينما نما إلى علمنا – عبر وسائط التواصل الاجتماعي – خبر مفاده وجود مفاوضات بين الحكومة السودانية والمليشيا المتمردة، لم يكن ذلك مفاجئاً بقدر ما كان محاولة يائسة لإعادة تدوير الفشل . ومنذ اللحظة الأولى، أدركنا تماماً أن هذا الحديث لا يعدو كونه أشواق القحاتة وأمانيهم القديمة في العودة للمشهد عبر بوابة التنازلات والضغوط الخارجية.
المثل السوداني العميق يقول: يا خبر الليلة بقروش وبكرة بلاش ، وقد كان!
اتضح لاحقاً أن ما قيل عن مفاوضات في واشنطن ليس إلا زوبعة إعلامية لم تصمد أمام تكذيب الدولة القاطع، وموقفها الثابت الرافض لأي حوار لا يستند إلى الحل السوداني السوداني ، ولا يحفظ للبلاد سيادتها وكرامة شعبها.
إن الشعب السوداني الذي صبر وصمد، وقدم التضحيات الجسام، لا يقبل أن يُفاوض قاتليه ، ولا أن يُساوم على دماء الشهداء التي ما زالت ساخنة على تراب الوطن.
وكل من يحاول تسويق وهم التسوية أو الضغط الدولي كحل، إنما يغفل عن حقيقة أن *الحل الحقيقي يكمن في الميدان والسيادة لا في الفنادق والصالونات*.
وختاماً نقول:
نثق في جيشنا، ونثق في شعبنا، ولن تُفرض علينا تسوية من الخارج مهما طال الزمن…
أما القحاتة وأشواقهم، فنقول لهم:
الأرض تتكلم سيادة… والميدان يكتب التاريخ.



