
ومحمود عبد العزيز عليه رحمة الله لم يكن قصة عابرة او ظاهرة فنية مغشوشة كقصص هذه الأيام بل كان مدرسة ظلت وستظل الي الأبد يتداولها الناس بل يحمونها من الضالين في ساحة الفن السوداني اللذين رفعوا شعار تشويهه بقبيح القول والفعل وسوء الحديث مما يعف عنه اللسان.
ومضى بنا قطار الزمن حين كانت الصحافة الفنية هي التي ترسم ملامح الطهر والنقاء للفن الأصيل ولامثال محبوب الناس صغار وكبار الراحل محمود عبد العزيز.
وعلاقتي بمحمود عبد العزيز عليه رحمة الله لم تكن علاقة صحافي بفنان بل كانت علاقة مستمع لفنان كبير صاحب بصمة… كانت سيرته دوماََ ملئية بروح عصرية متجددة وكلمات ملهمة قدم نفسه بشكل مختلف وقدم اغاني الغير بشكل اذهلهم أنفسهم حتى رددوا ( سمح الغناء في خشم محمود ) فابهر الجميع.. وردي.. ومحمد الأمين و النور الجيلاني و حمد الريح ومحمد ميرغني وردد اغاني كما لم تسمع من قبل بشكل لافت ظلت حتى يومنا هذا… فلا مجال لمقارنة محمود الا بمحمود الذي كون هذا الإرث وهذا المجد وترك مكتبة مكتملة من روائع الغناء السوداني وجدد في اغاني الحقيبة وحببها لجيل واسع من الشباب فمن يمكنه اليوم تجاهل اغاني محمود ومن لا يلحظ ذلك فهو بعيد عن الفن الراقي والطرب الأصيل.
وانتشرت في الآونة الأخيرة اغنية افكر فيه واتأمل للشاعر الكبير عبيد عبد الرحمن بل اضحت ترند نشط منذ أكثر من شهرين ومازالت فهذه الأغنية قدمها محمود كما لم تقدم من قبل بصوت طروب وأداء خرافي وهي للأمانة اغنية فخيمة ملئية بالكلمات المعبرة المفعمة بالاحساس والعبر كعادة الشاعر الرائع دوماََ والذي وضع بصمته في خارطة غناء الحقيبة في السودان بأجمل الكلمات… وهلالي أو كما يحلو للناس افكر فيه واتأمل اغنية مختلفة سريعة الإيقاع اضاف لها محمود عبد العزيز بعداََ اخر وفرض مقولة ( سمح الغناء في خشم محمود ) بشكل استثنائي وخرافي حين قدمها في كاسيت مازال متداول بين الناس وهو البوم يا مفرحة حين كانت شركات إنتاج الكاسيت تتسابق للتوقيع مع فنان الجماهير الأول عليه رحمة الله وليست حدثاََ جديداََ ان يكون محمود مسار نقاش أو انتشار فهو متسيد ومتربع في قلوب الناس بل قلوب الشعب السوداني اجمع فهو صاحب مدرسة خاصة عظمت من شان الأغنية السودانية ووضع اسمه مع كبار الفنانيين في السودان ممن نالوا رضا الناس وشهرة الفن الأصيل ولذلك تتجدد فينا اغنيات محمود وكلماته الجميلة واسلوب غنائه المتفرد وهو يذكرنا إيام وعهود وهو يردد صحي الايام بتدول :
افكر فيه واتأمل
أراه اتجل واتجمل
هلالي الهلا واتكمل
تفاصيل قولي والمجمل
ساصبر ياخ ايه اعمل!
إذا قلب الفتى اتحمل
مصائب الدهر والأمو
أرى صبر الجميل اجمل
حديثي ودمعي اتسلسل
فصول في رواية تتمثل
اقيف في مواقف استبسل
وعن رؤيا الحبيب حالاََ
أبيت في مواقف اتوسل
هواك لي جسمي اتخلل
مجاري الدم اذا اتخلل
وقيف لي رضاه ادلل
وما هماه ياسيدي
دا واحداََ اصلو بتدلل
تذكر عهدنا الأول
صحي الايام بتدول
قريب يوم داك ما طول
مضت ايام وياحليلا
بقت احلام بتتأول…
وقدم محمود مفردات بشكل مختلف ومعاير للاداء عززها صوته القوى الملئ بالطرب حين ردد لعبد الله محمد غدر الزمن التي اذهلت الجميع :
ﺷﻐﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﺐ ﺑﺎﻟﺸﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﻻً ﺑﺤﻦ
ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻮﺓ ﺇﺣﺴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ..
ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺠﻦ
ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻟﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎ
ﻛﺎﻥ ﻏﺪﺭ الزمن…
ﻏﺪﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺴﺢ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ وبدلا
ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻲ
ﺃﺣﺮﻑ ﻭﻓﺎﺀ ما أجملا
ﻋﺰﺍﻱ ﺣﺮﻭﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ
ﻣﺴﺢ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ وحولا
ﺳﻠﻮﺍﻱ ﻗﺼﺎﻳﺪ ﺷﺎﻋﺮ ﺇﺗﻐﺮﺏ
ﻭﺯﺍﺩﻭ ﺑﻘﻰ الصبر
ﻧﻌﻤﻞ ﺷﻨﻮ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺼﻞ ﺑﻴﻨﺎﺗﻨﺎ
ﻣﺎ ﻧﻔﺬ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻳﺮﺟﻊ ﻳﻌﺎﻭﺩﻧﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺧﺎﻃﺮﻱ
ﺇﻧﻜﺴﺮ يوم انجبر..
كونو بخير،،،،


