وداعاََ ايلا …. وداعاََ يا رمز الوطن بورتسودان تودّع مهندس نهضتها في جنازة الوفاء
الصافي سالم أحمد

في مشهد مهيب مملوء بالحزن والوفاء، ودّعت مدينة بورتسودان صباح اليوم الثلاثاء، جثمان ابنها البار، الرمز الوطني الدكتور محمد طاهر إيلا، الذي ترجل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعمل الوطني. وقد وُري جثمانه الثرى في مقابر السكة حديد بالمدينة التي أحبها وأحبته، والتي ظلّت على الدوام حاضرة في قلبه وفي صلب رؤيته التنموية، حتى آخر لحظات حياته.ليس من قبيل المبالغة القول إن ما أنجزه الراحل الكبير يستحق كل هذا التقدير، فقد زرع على أرض الواقع مشاريع شاهدة على بصماته، وترك وراءه إرثًا تنمويًا ملموسًا. كان إيلا قائدًا عمليًا بامتياز، تجسدت رؤيته في البنية التحتية التي أسس لها خلال فترة حكمه، وهي التي هيأت لبورتسودان أن تتصدر المشهد وتصبح العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، بفضل قدرتها على استيعاب التحولات السياسية والاقتصادية المعقدة.عرفناه رمزًا للانضباط والنزاهة والعمل الميداني، حتى صار اسمه مرادفًا للنجاح الإداري والنهضة التنموية. لم يكن ممن يسعون إلى الأضواء، بل كان في سباق دائم مع الزمن: يُنجز مشروعًا هنا، ويعبد طريقًا هناك، واضعًا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
رحم الله الدكتور محمد طاهر إيلا رحمة واسعة، وجزاه عن السودان وأهله خير الجزاء.
ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء.
“إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.”



