أخبار

 الفاشر لا تُهزم… ودارفور تكتب المجد من جديد

دكتور : جاد الله فضل المولى

 

في لحظة فارقة من تاريخ السودان، سطّر أبناء الفاشر ملحمة وطنية ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال. لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت انتفاضة شعبية شاملة، جسدت إرادة لا تُقهر، وروحاً وطنية لا تعرف الانكسار. الفاشر، المدينة التي ظن البعض أنها انحنت، نهضت اليوم بكل شموخ لتعلن أن دارفور لا تُهزم، وأن السودان باقٍ على العهد مهما اشتدت المحن.

في قلب المعركة، امتزجت دماء القوات المسلحة، والقوات المشتركة، والمقاومة الشعبية، لتروي أرض الفاشر بعبق التضحية. رجال ونساء، شباب وشيوخ، خرجوا من بين الركام ليقولوا للعالم: نحن هنا، لا نساوم على الأرض، ولا نتراجع عن العرض. لقد تحولت الفاشر إلى رمز للكرامة الوطنية، وإلى صوتٍ صارخ في وجه كل من أراد طمس هوية دارفور أو تفتيت وحدة السودان.

رغم الحصار الخانق، ورغم محاولات العزل والتجويع، أثبتت الفاشر أن الشعوب الحرة لا تُكسر. فالمعركة لم تكن فقط بالسلاح، بل كانت بالإيمان، بالإصرار، وبالتمسك بالحق. لقد أعادت دارفور تعريف معنى المقاومة، وأكدت أن النصر لا يُقاس بعدد الطلقات، بل بصلابة الموقف، ونقاء الهدف.

ما حدث في الفاشر اليوم هو رسالة مزدوجة: إلى الداخل، بأن السودان لا يزال حياً، نابضاً، قادراًعلى النهوض من تحت الرماد. وإلى الخارج، بأن دارفور ليست هامشاً، بل قلباً نابضاً للوطن، وأن أبناءها لا يقبلون الذل ولا الخنوع.

لقد كتب أبناء الفاشر صفحة جديدة من تاريخ السودان، عنوانها الكرامة أولاً، ومتنها الوطن لا يُباع. هذه ليست نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة جديدة نحو سودانٍ موحد، عادل، حر، يليق بتضحيات شعبه.نصر من الله وفتح قريب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى