أخبار

قرار عاجل بايقاف الحفلات ( العامة والخاصة) ببورتسودان

بورتسودان – فجر السودان

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين المواطنين ورواد الوسط الفني، أصدرت السلطات في مدينة بورتسودان قراراً يقضي بإيقاف جميع الحفلات العامة والخاصة، وذلك في إطار مساعٍ وصفتها بالضرورية للحد من الظواهر السالبة التي بدأت ترافق بعض الأنشطة الترفيهية خلال الفترة الأخيرة.وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، فإن القرار يشمل الحفلات الجماهيرية التي تُقام في القاعات والمنتزهات والمناسبات العامة، إلى جانب الحفلات الخاصة التي تُنظم في المنازل والاستراحات. وأوضحت السلطات أن الخطوة جاءت بعد رصد تزايد بعض الممارسات غير المنضبطة، والتي رأت أنها لا تتسق مع القيم المجتمعية ولا مع الظروف الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وأكد مسؤولون في ولاية البحر الأحمر أن القرار لا يستهدف الأنشطة الثقافية والفنية في جوهرها، وإنما يهدف إلى ضبطها ومنع الانفلات المصاحب لها، مشيرين إلى أن السلطات تعكف حالياً على إعداد لوائح جديدة تنظم إقامة الفعاليات الترفيهية بشكل يحافظ على أمن المجتمع وسمعته.

ولم يخفِ عدد من المواطنين ارتياحهم للقرار، معتبرين أنه يعكس جدية الدولة في مواجهة ما وصفوه بـ “المظاهر السالبة” التي رافقت بعض الحفلات خلال الأشهر الماضية، فيما أبدى آخرون تحفظاتهم، معتبرين أن القرار قد يحرم الشباب من متنفس وحيد لهم في ظل الضغوط المعيشية والظروف الصعبة التي يمرون بها.

أما في أوساط الفنانين والعاملين في المجال الفني، فقد عبر بعضهم عن قلقهم من تأثير القرار على نشاطهم ومصادر دخلهم، خصوصاً أن الحفلات كانت تمثل بالنسبة للكثيرين فرصة للعمل في ظل حالة الركود الاقتصادي. وطالب آخرون السلطات بضرورة إيجاد حلول بديلة، مثل تشجيع الفعاليات الثقافية المنظمة أو السماح بإقامة حفلات وفق ضوابط محددة بدلاً من الإيقاف الكامل.

ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس التوازن الصعب بين متطلبات الأمن والاستقرار الاجتماعي من جهة، وحاجة المجتمع إلى الترفيه والتنفيس عن الضغوط من جهة أخرى. كما أنه يفتح الباب أمام نقاش واسع حول دور الدولة في ضبط الأنشطة الترفيهية ورسم الحدود الفاصلة بين الحرية الشخصية والمسؤولية المجتمعية.

وبينما تتباين الآراء حول جدوى هذا القرار، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيكون الإيقاف حلاً مؤقتاً يمهد لإصلاحات وتنظيم أشمل، أم أنه سيتحول إلى واقع طويل الأمد يغير ملامح الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى