رئيس الوزراء: الفساد موجود وسنحاربه بإقرارات الذمة ومفوضية مستقلة

بورتسودان – محمد مصطفى
أقرّ رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، بوجود الفساد في مؤسسات الدولة، متعهّدًا بمحاربته عبر مفوضية مكافحة الفساد. وأضاف أن جميع الوزراء في حكومة الأمل سيوقّعون على إقرارات ذمة لمكافحة الفساد المالي والإداري، وتابع قائلاً: “نحن في المقدمة، نحن في القمة، رضِي من رضِي وأبى من أبى”.
وفي سياق آخر، كشف عن إجرائه مراجعات تفصيلية حول مآلات سد النهضة عبر الدبلوماسية المباشرة مع مصر وإثيوبيا، لتفادي كوارث مشابهة للفيضان الذي ضرب البلاد مؤخرًا.
كما أشار إلى أن وفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة توصّل خلال اللقاءات الجانبية إلى تفاهمات مع رئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد، وعدد من قادة الدول بشأن عودة السودان إلى عضوية الاتحاد الأفريقي.
وتناول رئيس الوزراء، خلال منبر التنوير الأسبوعي لوزارة الثقافة والإعلام الذي نظمته وكالة السودان للأنباء ببورتسودان عقب عودة الوفد من نيويورك، نتائج زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد رفيع، مشيرًا إلى أنها كانت من أهم الزيارات التي أجراها. وأوضح أن الاتحاد الأفريقي هو الأحوج لعودة السودان، لا العكس، خاصة وأن السودان من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، منوّهًا إلى وجود استجابة قوية من القادة الأفارقة، وأن العودة مسألة وقت. وأكد أن هناك تعهدات متفق عليها في إطار “السودان القوي، لا المنكسر”.
وقال إدريس: “طالبنا المجتمع الدولي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضرورة تصنيف قوات الدعم السريع كميليشيا إرهابية، وفك الحصار عن مدينة الفاشر”.
وفيما يخص العلاقات الخارجية مع المملكة العربية السعودية، أكد تطلع السودان إلى علاقات استراتيجية قائمة على الشراكة المنتجة والتعاون المثمر وتبادل المنافع، بما يصب في مصلحة الطرفين وشعبي البلدين.
وكشف الدكتور كامل إدريس عن إيجابيات كبيرة تحققت خلال الزيارة، مشيرًا إلى أن الوفد قدّم عددًا كبيرًا من المشروعات الاستثمارية بقيمة مالية تبلغ مليارات الدولارات، من شأنها أن تعود بالفائدة المشتركة للبلدين. وأضاف: “قدّمنا 100 مشروع للمملكة العربية السعودية بقيمة 100 مليار دولار”.
وتطرّق إلى أهمية البحر الأحمر، واصفًا إياه بأنه ممر مائي استراتيجي وحيوي من الناحية الاقتصادية، مؤكّدًا أن توظيفه بالشكل الأمثل والتعاون المشترك يمكن أن يشكّل موردًا اقتصاديًا عالميًا مهمًا للبلدين.
وأشاد إدريس بما تم خلال الزيارة، موضحًا أن الوفد ركّز على المشروعات الكلية ذات الجدوى العالية، منوّهًا إلى أن مخرجات الزيارة ستنعكس إيجابًا خلال الفترة المقبلة. كما أكد حرص السودان على التعاون البنّاء مع دول الجوار الإقليمي، خاصة تلك التي تربطها بالبلاد مصالح حيوية، داعيًا إلى توحيد الصف الداخلي والتوافق على مشروع بناء الدولة وفقًا لتطلعات الشعب السوداني، وناشد الإعلاميين من أبناء الوطن بالعمل على إعلاء القيم الوطنية.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الوفد بحث ملف فك الحصار عن مدينة الفاشر والمدن الأخرى مثل الدلنج وكادوقلي، بالإضافة إلى ملف المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن الجيش يتقدّم في الفاشر. وأضاف أن جميع المنظمات الدولية غير الحكومية جاهزة لعمليات الإسقاط داخل المدينة، وأن أي جهة – ميليشيا أو تمرد – ستُعاقب على عرقلة تلك العمليات. كما كشف عن مناقشات تفصيلية أجراها مع الإدارة الأمريكية والمنظمات الإنسانية بشأن العقوبات الأمريكية التي وصفها بـ”الظالمة”.