الصحة تطلق نفير التجفيف لمكافحة الضنك والملاريا بالخرطوم

الخرطوم : نبض السودان
أطلقت وزارة الصحة الاتحادية بولاية الخرطوم حملة “نفير التجفيف” لمكافحة نواقل الأمراض وسط تفشي حمى الضنك والكوليرا وتدهور الوضع الصحي جراء الحرب..
تحت شعار “بالتجفيف الحمى بتقيف”، أطلقت وزارة الصحة الاتحادية اليوم حملة النفير لمكافحة نواقل الأمراض، خاصة المسببة لحمى الضنك والملاريا، وذلك بولاية الخرطوم.
وقال وزير الصحة الاتحادي، هيثم محمد إبراهيم، في تصريح صحفي إن المبادرة انطلقت عبر مرور ميداني على الفرق العاملة بمنطقتي حلة حمد بمحلية بحري وبري بمحلية الخرطوم، إلى جانب زيارة عدد من المنازل للوقوف على عمليات تجفيف المياه.
وأكد الوزير الالتفاف الكبير والمشاركة الواسعة من طلاب المدارس والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني واللجان الشعبية والمستنفرين، مشيرًا إلى الإشراف الاتحادي والولائي لمتابعة الأنشطة وتدريب الفرق.
وأوضح الوزير أن بعوض الإيديس يعيش داخل المنازل في المياه العذبة، ما يجعل مصادر التوالد شائعة في مواعين المياه مثل الأزيار والبراميل والمكيفات، وهو ما تبيّن خلال الزيارات الميدانية.
إزالة الأنقاض
وأضاف أن نجاح الحملة يكمن في التجفيف وإزالة الأنقاض، خصوصًا بالمنازل غير المأهولة التي تشكل بؤرًا للتوالد، بجانب معالجة كسورات وتوصيلات المياه المتكررة. وأكد أن حملة التجفيف ستتواصل يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع، بجانب الحملات الأخرى الخاصة بالرش لمكافحة النواقل
وحذّرت غرف الطوارئ من اتساع رقعة حمى الضنك في البلاد، وسط تراجع حاد في الخدمات الصحية ونقص الكوادر والأدوية، وغياب وسائل الوقاية.
وتطابقت هذه التحذيرات مع تصريحات منسوبة لوزير الصحة الاتحادية، هيثم محمد إبراهيم، أكد فيها انتشار المرض في 17 ولاية، مشيراً إلى أن بعض مناطق الخرطوم سجلت كثافة بعوض تجاوزت 60%، وهي نسبة تستدعي تدخلاً عاجلاً، موضحاً أن الاستجابة الكاملة تتطلب نحو 39 مليون دولار.
وتعيش ولاية الخرطوم بمحلياتها السبع وضعاً صحياً بالغ الصعوبة، مع تفشي الوباء في ظل أزمة حادة في الأدوية والمحاليل الوريدية، خاصة “دربات البندول” التي ارتفع سعرها أكثر من سبع مرات خلال أسابيع قليلة.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وأجبرت أكثر من 10 ملايين شخص على النزوح داخليًا وخارجيًا، وهو ما ضاعف من تدهور الأوضاع الصحية والبيئية وتهيئة بيئة مواتية لتفشي الأوبئة. في هذا السياق، يستعرض مركز عمليات الطوارئ الاتحادي في اجتماعاته الأسبوعية التطورات الوبائية والتدخلات على مستوى الولايات.
وكشف تقرير الترصد والمعلومات الثلاثاء، عن تسجيل 1194 إصابة بالكوليرا في 13 ولاية، أبرزها جنوب كردفان وشمال دارفور وشمال كردفان والنيل الأزرق ووسط دارفور. كما تم رصد 2065 إصابة بحمى الضنك في خمس ولايات، معظمها بولاية الخرطوم بنسبة 74%، إضافة إلى الجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والنيل الأزرق. وأكد التقرير وجود 44 حالة اشتباه بالتهاب الكبد جميعها من ولاية الجزيرة، بينما تجاوزت بعض المحليات في ولايات أخرى عتبة وباء الملاريا، مع دخول ولايات إضافية في مرحلة التنبيه.
وأشار تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية إلى جهود مكافحة الكوليرا عبر توزيع الكلور على الولايات المتأثرة، إلى جانب حملات الإصحاح البيئي ونقل النفايات. كما تم تنفيذ حملات لمكافحة نواقل الأمراض في ولاية الخرطوم، شملت الأطوار المائية والطائرة داخل المنازل.
وأعلن تقرير الخريف عن تأثر ثلاث ولايات بالسيول والأمطار خلال الفترة من 17 إلى 21 سبتمبر، شملت أربع محليات وثماني مناطق تضرر فيها 1025 أسرة (2140 فردًا). كما أظهر تقرير المعمل القومي تفاصيل العينات المفحوصة بالمعامل الولائية، في حين لفت تقرير الإمداد إلى تفاوت وفرة الأدوية والمحاليل الخاصة بالكوليرا وحمى الضنك، رغم تدخل بعض المنظمات في دعم الولايات.
وبحسب تقرير الحجر الصحي، فقد دخل البلاد عبر المنافذ المختلفة 12,489 شخصًا خلال الفترة المذكورة، بينما غادر 16,613 شخصًا، بينهم 9,993 عادوا من مصر طوعًا و342 عبر قطاع النيل الأبيض. كما تردد على عيادات الطوارئ 852 شخصًا. وفي موازاة ذلك، قدمت وزارة الصحة بولاية الخرطوم تقريرها حول التدخلات الجارية والاحتياجات العاجلة، فيما شدّد اجتماع مركز الطوارئ على ضرورة تكثيف الجهود وتوضيح أدوار المنظمات العاملة في الاستجابة.



