
انطلاقاََ من هذا المفهوم رأيت ان استدعي بعض ذكريات عشتها يوما بعد يوم عامي 1976 و1977م فيما عرف حينها بالعملية العسكرية التي نفذتها الجبهة الوطنية ضد نظام مايو التي اطلق عليها النميري عملية المرتزقة لعل ذكراها تكون لنا اليوم عظة وعبرة.فقبيل نتنفيذ الحركة في الثاني من يوليو 1976م باسبوعين كنت اعمل مترجما في وزارة التجارة الليبية فارسلني الاستاذ احمد عبد الرحمن عليه شابيب الرحمة لاذهب للخرطوم سرا لمقابلة المسئول العسكري للحركة الإسلامية واخذ رأيه فعندما قابلته اي يس عابدين رحمه الله قال لي ارجع فورا الي طرابلس وقل لأحمد يوقفوا العملية لأنها ستفشل حتما وذكر لي الاسباب ومنها تنازع سري بين محمد نور سعد ومبارك الفاضل حول الاستحواذ علي السلطة حال نجاح العملية وقال لي انه عجز عن مقابلة الاثنين. وفعلا حدث ذلك وفشلت العملية. عندما قابلت الشريف حسين الهندي بعد شهر في طرابلس وكان مريضا ذكر لي أن سبب الفشل مثلما قال لي يس عابدين. اذكر جيدا بعدها استدعتني قيادة الجبهة ومعي د. محمود شريف عليه الرحمة ليقولوا لنا أن القذافي الذي كان يصر علي إسقاط غريمه النميري باي طريقة أن ناخذ مجموعتنا التي تدربت في معسكر جوداءم قرب طرابلس الي الخرطوم سرا عبر إثيوبيا لعمل تخريب واسع بضرب وتعطيل الكباري ومحطات الكهرباء وغيرها كي يسقط النميري الذي رغم فشل العملية الاولي أصبح نظامه يترنح وسيسقط حتما بعد ذلك التخريب للمنشآت
رفضت ومحمود شريف تلك الفكرة الرعناء وهاجمناها وقلنا صحيح نحن معارضين النميري ونريد اسقاطه ولكنا لسنا ضد الوطن فنحطم منشءاته واجهضنا الفكرة.الموضوع الاخر عندما عرض الوطني المخلص السيد فتح الرحمن البشير عليه الرحمة فكرة المصالحة للنميري والصادق المهدي وافقا علي ذلك وبكل الشجاعة والوطنية سافر السيد الصادق الي بورتسودان وتمت المصالحة فلم يغدر به النميري الذي كان قد وافق علي قرار المحكمة بإعدام الصادق المهدي عدنا بعدها للسودان وتوقف العمل المسلح الا من حركة د.قرنق الذي اخطا لاحقا ووصف انتفاضة ابريل بانها مايو تو. اختم بالقول هل يمكن أن يعود ذلك الماضي لمستقبل السودان ويحدث مثل سلام الشجعان ذاك ام انتهت الوطنية والشجاعة في أرض السودان..
من كتاب مذكراتي


